كيف أستغفر ربي من ذنوبي
العبادات
لا تقتصر العبادات في الإسلام على العبادة العمليّة والتي تحتاج منّا إلى جهد عمليّ؛ كالصلاة، أو الصيام، أو الحجّ؛ حيث إنّ هناك عبادات تقرّبنا من الخالق عزّ وجلّ دون أن نضطر لبذل جهد كثير، ويمكننا فعلها في كلّ وقت وزمن لتذكّرنا بوجود الله معنا في كلّ حين ووقت، أقصد بهذه العبادات “عبادة الاستغفار”؛ فإنّها عبادة تكفّر الذنوب بسهولة، فكيف يمكن أن نستغفر؟ وما هو فضل الاستغفار؟
الاستغفار وفضله
الاستغفار طاعةٌ وعبادة لله جلّ وعلا، يقدّمها العبد لربه تقرّباً إليه ومحبة، وهذه العبادة لا قدر مُحدّد لها، ولا عدد، ولا وقت، وكلّما أكثر منها العبد عادت بالفائدة الكبيرة عليه؛ حيث إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستغفر أكثر من سبعين مرّة في اليوم، ويحثّ المسلمين على هذه العبادة أيضاً.
فضل الاستغفار
- طاعةٌ لله جلّ وعلا، وفيه مغفرةٌ للذنوب.
- سببٌ لنزل الغيث.
- سببٌ لزرقنا بالمال والبنون زينة الحياة الدنيا.
- ثوابه الجنّة والنعيم.
- سببٌ للقوّة، والمنعة، والمتاع الحسن.
- دافعٌ للبلاء، يقول تعالى: “وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.
- ماحقٌ للذنوب.
- سببٌ لنزول الرحمة على العباد؛ يقول تعالى: “لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
- كفّارةٌ للمجلس.
- سنّة من سنن الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه.
كيف أستغفر ربّي من الذنوب والمعاصي
الاستغفار عبادة تستوجب بعض الشروط:
- وقت الاستغفار: هذه العبادة مشروعة في كلّ وقت من اليوم، وهي واجبة عند ارتكاب الذنوب، وكذلك مستحبّة عند عمل الأعمال الصالحة؛ كالاستغفار ثلاث مرّات بعد كلّ صلاة، أو الاستغفار في الحجّ، وغيرها من الأوقات، وقد حبّب الله لقلبه المستغفرين في الأسحار وأثنى عليهم، ولذلك يفضّل الاستغفار في هذا الوقت، وكذلك فإنّ الإنسان عند حاجته لربّه ليعينه في قضاء حوائجه الدنويّة عليه بالاستغفار والالتزام به حتى ينال العبد ما يريد، فيقول تعالى في ذلك: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”. ويُقال إنّ أفضل أوقات إجابة الاستغفار تكون في السجود للصلاة، وفي دبر الصلاة، وفي ثلث الليل وآخره، وما بين الأذان والإقامة للصلاة، وفي يوم عرفة، وفي ليلة القدر، وعند إفطار الصائم، وغيرها من الأوقات التي بيّنت السنّة قبول الدعاء واستجابته فيها.
- صيغة الاستغفار: فالاستغفار عبادة منطوقة، يقول فيها المستغفر أدعية الاستغفار ومن أفضلها أن يقول: “اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت”. كما ويمكن أن يستغفر ربّه بعدّة صيغ أخرى كأن يقول: أستغفر الله العظيم، أو اللهم إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، أو يقول اللهم إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم.