كيف تكون سجدة الشكر

سجدة الشكر

هي من السنن المأثورة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام والتي للأسف لا يقوم بها الكثير من المسلمين وهنا سنوضح ما هي سجدة الشكر وكيفيّة أدائها والتفريق بينها وبين صلاة الشكر.

إنّ سجدة الشكر من أعظم الأمور التي يقوم بها المسلم لحمد ربه على نعمه وخاصّةً عندما تُصيب المسلم نعمة كبيرة تُدخل السرور إلى قلبه أو أن يكون هناك خطر أو مُشكلة كبيرة قد ردّها الله عنه، وهناك أسباب عديدة تدفع المسلم للقيام بها منها على سبيل المثال أن يمُنَّ الله على الشخص بالشفاء بعد مرضه أو أن يُرزق بطفل لطالما انتظره لسنوات وغيرها الكثير من الأمثلة، وسجدة الشكر مثل سجود الصلاة يسجد فيها المسلم مرّة واحدة ويقول سبحان ربي الأعلى مرتين وفي الثالثة يحمد الله ويشكره على النعمة التي منحه الله إياها، وهذا السجود ليس له شروط فلا يُشترط التوجّه للقبلة ولا الوضوء وإن كان من الأفضل أن يكون الإنسان متوضئاً ومتّجهاً للقبلة احتراماً لله عز وجل.

فالمسلم في كلّ أحواله بين الصبر والشكر، إمّا صابراً على مصيبةٍ أصابته أو شاكراً لله تعالى على نعمه التي لا تحصى، وعلى المسلم أن يشكر الله تعالى منذ استيقاظه في الصباح الباكر فأولها الصحة والإستيقاظ من النوم وأن الهه تعالى أعطاه يوماً آخر ليتوب ان كان عاصياً أو يزيد من الحسنات ان كان عابداً، فالمسلم الحق يشكر الله تعالى على كأسٍ من الماء الصافي اذا وجده، ويجب أن ينتبه المسلم من الشيطان الذي قد يدخل له من مداخل المقارنة مع الغير فيشر أن غيره أفضل منه ويبدأ يجحد وويتصرف بطريقة سلبية حول تقسيم الله عز وجل للأرزاق والأقدار، فالله تعالى أعلم بحياة العبد ولا يجوز للعبد أن يتجرأ عليه عز وجل بل على العكس يجب الشكر الدائم على فضله عز وجل.

فضل سجود الشكر

يتّضح من الحديث القُدُسي هذا فضل سجود الشكر إذ يقول سبحانه وتعالى لملائكته:” يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فريضتي، وأتمّ عهدي، ثُمّ سجد لي شاكراً على ما أنعمت به عليه.
فسألهم عز وجل: يا ملائكتي ماذا له؟
فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك.
ثُم يقول الله تعالى: وثُم ماذا له؟
فتقول الملائكة: يا ربنا جنتك.
ثُم يقول الله تعالى: ثُم ماذا؟
فتقول الملائكة: يا ربّنا كفاه ما همّه.
فيقول الله تعالى: ثُم ماذا؟
فلا يبقى شيْ من الخير إلا قالته الملائكة ،فتقول يا ربنا لا علم لنا.
فيقول سبحانه وتعلى: لأشكُرنه كما شكرني وأُقبل إليه بفضل وأريه رحمتي.

ليس هناك من دعاء مُخصّص لسجود الشكر ولا يُكبّر المسلم تكبيرة الصلاة قبلها ولكن يجوز أن يدعي بهذا الدعاء عند سجود الشكر :” سبحان ربي الأعلى ، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثم يدعو بما أحب “.

أمّا عن صلاة الشكر التي يقوم بها البعض بصلاة ركعتين بنية الشكر فليس لها ذِكر في القرآن والسنة ويرى بعض العلماء أنّها من البدع لهذا فهم يحرّمونها؛ لأنّ الأوْلى أن نتبع القرآن الكريم وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام فكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار، وسجدة الشكر أسهل من الصلاة فلم لا نقوم بها ونقوم بصلاة الشكر التي لم تُذكر في ديننا.