لماذا سميت ايام التشريق
الحج هو إحدى الفرائض العظمى و إحدى الشعائر التي كتبها الله تعالى علينا، و هي للقادر على أدائها فقط وتسقط عمن ليس بقادر سواء من الناحية المادية، أو من الناحية الجسدية، تكون مرة في السنة خلال ذو الحجة، و ركنها الأعظم هو وقفة عرفة، التي فيها الخير العظيم و الوفير الذي لا يقدر بثمن. و الحج مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأبونا إبراهيم –عليه السلام -، فكل نسك من مناسكه فيه عبرة و رجوع إلى النبي إبراهيم و آله الأطهار – عليهم الصلاة و السلام -، فهذا الرسول لم يكن بشراً عادياً بأي شكل من الأشكال، بل كان إنساناً متفرداً لم يكون له مثيل في ذاك الزمن الذي عاش فيه، لهذا فقد جاء قول الله تعالى في وصف هذا الإنسان الذي تفوق قدراته الحدود و التصورات (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَن. شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).
وقفة عرفة متعارف عليها بين عموم المسلمين على أنها الشعيرة والكبرى في الحج، و متعارف عليها أيضاً على أنها تكون في التاسع من ذي الحجة، و من هنا فأيام التشريق الثلاثة هي ثلاثة أيام تكون بعد يوم النحر و يوم النحر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، عيد المسلمين الكبير، و سمي بذلك لأن فيه تذبح الأضاحي تذكراً لقصة الذبيح ابن ابراهيم – عليه السلام -، و من هنا أيضاً فهي تكون في الأيام الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر أيام شهر ذي الحجة.
سميت أيم التشريق بذلك لأن فيها تشرق اللحوم، والتشريق هو تقديد اللحم، وهناك معنى آخر، حيث جاءت التسمية من كون الأضاحي لا تذبح إلا بعد أن شروق الشمس فلا ذبح قبل شروق الشمس. ومن أهم الأعمال التي يتوجب على حجاج بيت الله تعالى الحرام أن يؤدوها، المبيت في منى ورمي الجمرات الثلاثة الكبرى والصغرى والوسطى، ومن ثم طواف الوادع، معلنين بذلك التحلل من الإحرام وإنهاء مناسك الحج.
لأيام التشريق فضل كبير، ففيها يجب أن يكثر الإنسان من الصالحات، كالذكر والتضحية لمن يضحي والقادر على تكاليف الأضحية، كما ذكر الرسول الأعظم أن أيام التشريق هي أيام أكل وشرب، وذلك بسبب الأضاحي التي ذبحت. ومن هنا فأيام التشريق هي أيام للتواصل بين الناس، إذ إن الأكل والشرب يقتاضيان التراحم والتكافل بين الناس.