طريقة شرب ماء زمزم

قصّة ماء زمزم

ماء زمزم من أطهر وأنقى وأقدس المياه الموجودة على سطح الأرض، تفجّرت بضربةٍ من جناح مَلَكٍ كريمٍ لرّي ظمأ غلامٍ صغيرٍ هو إسماعيل عليه السَّلام وأمه هاجر.

كانت بداية القِصّة عندما أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم عليه السَّلام باصطحاب زوجته هاجر وولده الرَّضيع اسماعيل عليه السَّلام من الشَّام إلى مكّة، ومكة يومئذٍ مكانٌ لا ماء ولا حياة فيه على الإطلاق؛ فأخذت هاجر تسأل: لماذا تتركنا؟ وإبراهيم عليه السَّلام لا يُجيب، عندها أدركت هاجر أنّ هذا الفِعل ناجمٌ عن أمرٍ إلهيٍّ؛ فقالت:”إذن لا يضيعنا” أيّ الله سبحانه وتعالى.

أخذت هاجر تشرب من الماء الذي معها، وتُرضع صغيرها حتّى نفذ الماء؛ فعطشت وعَطِش وليدها، وبدأ بالبكاء والتَّلوي من شدّة العطش؛ كرهت هاجر هذا المشهد فأخذت تغدو ذهاباً وإياباً علَّها تجد أحداً من البشر؛ فصعدت إلى أعلى جبل الصّفا، ثم نزلت وصعدت في الجهة المقابلة أعلى جبل المروة، فعلت ذلك سبع مرَّاتٍ، لكنّ دون فائدة تُرجى؛ فلم تجد بشراً.

عادت إلى ابنها؛ فإذا بجبريل عليه السَّلام قد ضرب الأرض بأمرٍ من الله؛ فخرج الماء؛ فشربت، وأرضعت ولدها، وسُميّ هذا الماء بماء زمزم، قيل لأنّ هاجر من شدّة فرحها بالماء أخذت تقول: زمّ زمّ أي تجمعه.

طريقة شُرب ماء زمزم

ماء زمزم ليس كغيره من الماء؛ فقد ثَبُت عن النّبي صلى الله عليه وسلم الكيفيّة التي يُشرب بها؛ لذلك يُستحب لكلِّ مسلمٍ موافقة ما ورد عن النَّبي صلى الله عليه وسلم:

  • استقبال القِبلة ما أمكن ذلك، والإمساك بكوب ماء زمزم باليد اليُمنى.
  • القعود عند شُرب الماء لفعل النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد نهى عن الشُّرب واقفاً.
  • شُرب ماء زمزم على ثلاث دُفعاتٍ مع التّسميّة عند كُلِّ مرّةٍ.
  • يستحب استحضار النِّية والدُّعاء قبل شُرب ماء زمزم، وليس هناك دعاءٌ مخصوص له وإنَّما يدعو المسلم بما شاء لنفسه أو لغيره؛ فمن شرب ماء زمزم للتَّداوي والشِّفاء شافاه الله وعافاه، ومن شرب ماء زمزم للنَّجاح والخير أعطاه الله ما أراد، وهكذا.
  • حمد الله الذي أطعمنا وأسقانا بعد كُل رشفةٍ من ماء زمزم.
  • التَّضلع بماء زمزم من السُّنن النَّبويّة وتعني شُرب ماء زمزم بكميّة كبيرةٍ حتّى تصل إلى أقصى الضُّلوع.
  • شُرب ماء زمزم كوسيلة للرُّقية الشَّرعيّة من الحسد والعين والسِّحر؛ فيُقرأ على قارورة بها ماء زمزم الآيات الكريمة والأحاديث الصَّحيحة الواردة في عِلاج العين والسِّحر والحسد، ثُمّ يشرب منها المسحور والمحسود.