كم عدد ركعات صلاة ليلة القدر
ليلة القَدْر
القَدْر في اللغة هو: القضاء، والحُكم، قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر)،[١] ويُقصد بذلك الحكم، وقال أيضاً: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[٢][٣] والقَدْر مفردٌ، والجمع منه: أقدار، كما يُعرّف القَدْر بأنّه المكانة الاجتماعية، والشأن، والمكانة، والعظمة، فيُقال: رجلٌ رفيع القَدْر بين قومه، ويُعرّف أيضاً بأنّه: النَّصيب، وليلة القَدْر؛ هي: ليلةٌ من ليالي العَشْر الأواخر الفرديّة، من شهر رمضان، وهي الليلة التي أُنزل فيها القرآن الكريم إلى السماء الدُّنيا، والقَدْر؛ اسم سورةٍ من سُور القرآن الكريم، وهي سورةٌ مكيّةٌ، السابعة والتسعين في ترتيب المصحف، وتبلغ عدد آياتها خمس آياتٍ.[٤]
عدد ركعات صلاة ليلة القَدْر
بيّن العلماء عدد ركعات صلاة ليلة القَدْر، وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى أنّ أداء صلاة التراويح بناءً على أيّ قولٍ من الأقوالٍ؛ فحسنٌ،[٥] وبيان ما ذهب إليه العلماء آتياً:
- الحنفيّة: قالوا إنّ عدد ركعات صلاة ليلة القَدْر عشرون ركعةً، بعَشْر تسليماتٍ، أي أداء الصلاة ركعَتين ركعَتين، بالتسليم بعد كلّ ركعَتين؛ لِما ورد عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يؤدّي عشرين ركعةً في رمضان، ثمّ الوتْر، ولِما ورد عن السائب بن يزيد -رضي الله عنه-: (كانوا يقومونَ على عهدِ عمر بن الخطابِ -رضي الله عنه- في شهرِ رمضانَ بعشرينَ ركعة، يقومونَ بالمائتينِ، وكانوا يتوكّؤونَ على عصيهِم في عهدِ عثمانَ من شدةِ القيامِ)،[٦] ويُكره أداء كلّ الركعات بالجلوس بين كلّ ركعَتين، والتسليم بعد الرّكعة العشرين، وتُحسب ركعَتين فقط إن جلس المُصلي مرّةً واحدةً فقط.[٧]
- المالكيّة: قالوا إنّ صلاة التراويح تؤدّى بتسع ترويحاتٍ، أي بأداء ستٍ وثلاثين ركعةً، ثمّ أداء الوتْر ثلاث ركعاتٍ.[٨]
- الشافعيّة: قالوا إنّ صلاة التراويح تؤدّى عشرين ركعةً، بِعشْر تسليماتٍ؛ أي بالتسليم من كلّ ركعَتين، وذلك دون صلاة الوتْر.[٩]
- الحنابلة: قالوا إنّ صلاة التراويح تؤدّى عشرين ركعةً، ولا حرج من الزيادة عليها، أي أداء أكثر من عشرين ركعةً.[١٠]
فضائل ليلة القَدْر
تترتّب على ليلة القَدْر العديد من الفضائل، يُكر منها:
- تخصيص ليلة القَدْر بنزول القرآن؛ وفي ذلك بيانٌ لشرفها، وتنبيهٌ على فَضْلها، إذ أنزل الله فيها أشرف الكتب السماويّة، والذِّكْر العظيم، ولذلك فإنّ قراءة القرآن في ليلة القَدْر من أعظم أسباب الهُدى، وتحقيق التقوى في القلوب.[١١]
- إحياء ليلة القَدْر أفضل من ألف شهرٍ، قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[٢] فمن المُستحبّ إحياء ليلة القَدْر بالعبادات، إذ ثبت في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[١٢] ويُستحسن الإكثار من الدُّعاء فيها بما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[١٣][١٤]
- نزول الملائكة وجبريل -عليهم السلام- في ليلة القَدْر بإذن الله -تعالى-، في كلّ أمرٍ اقتضاه الله -تعالى- في السَّنة، قال قتادة: “يقضي فيها ما يكون في السَّنة إلى مثلها”.[١٥]
- ليلةُ القَدْر ليلةٌ مباركةٌ، إذ قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ).[١٦][١٧]
المراجع
- ↑ سورة القدر، آية: 1.
- ^ أ ب سورة القدر، آية: 3.
- ↑ علي بن إسماعيل المرسي (2000)، المحكم والمحيط الأعظم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 300، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 1781، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ “عدد ركعات صلاة التراويح”، www.islamqa.info، 11-9-2002، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن السائب بن يزيد، الصفحة أو الرقم: 4/32، إسناده صحيح.
- ↑ نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 108. بتصرّف.
- ↑ عبد الوهاب البغدادي (2009)، عُيُونُ المَسَائِل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 160. بتصرّف.
- ↑ محيي الدين النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 32، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ منصور البهوتي، كشاف القناع عن متن الإقناع، صفحة 426، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبدالله بن صالح القصير، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام (الطبعة الثانية)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، صفحة 59، جزء 1421. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513، حسن صحيح.
- ↑ محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 638. بتصرّف.
- ↑ سيد حسين العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، جدة: دار مجد عسيري، صفحة 298. بتصرّف.
- ↑ سورة الدخان، آية: 3.
- ↑ مجموعة من الباحثين، الموسوعة الفقهية-الدرر السنية، صفحة 323، جزء 1. بتصرّف.