كيف اصلي الشفع والوتر

الشفع والوتر

يُعرّف الوتر لغةً بأنّه العدد الفرديّ كالواحد، أمّا اصطلاحاً فهو صلاةٌ يؤديها المسلم تطوّعاً، بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، فهي عبادةٌ تطوعيّةٌ فرديّةٌ عظيمةٌ،[١] حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أوتِروا يا أَهْلَ القُرآنِ، أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوترَ)،[٢] وهي سنّةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيها خيرٌ كبيرٌ وكثيرٌ لمن يصلّيها، ويُستحسن للمسلم المحافظة والمداومة على أدائها كما كان يفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمن صلّاها لا يُكتب من الغافلين، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ قامَ بِعَشْرِ آياتٍ لمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ)،[٣]ولصلاة الوتر مكانةٌ خاصّةٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث كان يصلّيها، ويُوصي بها أصحابه رضي الله عنهم.[٤][٥]

كيفيّة صلاة الشفع والوتر

يجوز للمسلم أن يؤدّي صلاة الشّفع والوتر بطريقتين: الفصل، والوصل، وفيما يأتي بيانٌ لهذه الطرق بالتفصيل:[٦]

  • الفصل: أن يفصل المسلم بين الركعات عند أدائها، بحيث يسلّم بعد كلّ ركعتين، حتى يصل إلى الوتر فيصلّي ركعةً واحدةً، ويسلّم منها.
  • الوصل: وله أكثر من حالةٍ، بيانها كالآتي:
    • الحالة الأولى: إذا أوتر المسلم بثلاث ركعاتٍ فيصلّيها متصلةً، بتشهدٍ واحدٍ وسلامٍ، بحيث لا يفصل بين الركعات بالسّلام أو الجلوس.
    • الحالة الثانية: إذا أوتر المسلم بخمسٍ أو سبع ركعاتٍ، فالسنّة أن يصليها متصلةً، لا يفصل بينها بتسليمٍ، لحديث أم سلمة -رضي الله عنها- عندما قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم).[٧]
    • الحالة الثالثة: إذا أوتر المسلم بتسع ركعاتٍ، فيسلّم بعد كلّ ركعتين، ويجوز له أن يصلي ثمان ركعاتٍ، ويجلس للتشهّد، ولا يسلّم، ويصلي الركعة الأخيرة، ويتشهّد، ويسلّم.
    • الحالة الرابعة: إذا أوتر المسلم بإحدى عشر ركعةٍ فيصلي عشر ركعاتٍ، فيتشهد، ولا يسلّم، ويكمل الركعة الأخيرة، ويتشهّد، ويسلّم، ويجوز له أن يصلّي الركعات الإحدى عشر جميعها، ويتشهّد، ويسلّم بالركعة الأخيرة فقط.

الأحكام الخاصّة بصلاة الوتر

الوتر من الطاعات الجليلة التي اهتمّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بشأنها، وحافظ عليها، وحرص على أدائها، وأولاها أشدّ عنايةٍ، وأوصى بها أصحابه، وفيما يأتي بيانٌ لبعض أحكام صلاة الوتر:[٨]

  • يجوز للمسلم أن يؤدّي صلاة الوتر بعد صلاة العشاء؛ أي أول الليل، ويجوز له تأخيرها لآخر الليل، وحتى أذان الفجر، فإن خاف المسلم عدم استيقاظه قبل الفجر يسنّ له أن يؤدّيها قبل نومه، فقد ورد عن جابر -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل).[٩]
  • أقلّ عددٍ لركعات صلاة الوتر ركعةٌ واحدةٌ، ويُمكن للمسلم أن يزيد، فيوتر بثلاث ركعاتٍ، أو خمسٍ، أو سبعٍ، أو أكثر من ذلك.
  • لا ينبغي للمسلم أن يصلّي صلاة الوتر كما تُصلّى صلاة المغرب.
  • يجوز أن تصلّى صلاة الشفع والوتر جماعةَ في المسجد في شهر رمضان، ويجوز في غير رمضان، على ألّا يُداوم على صلاتها جماعةً.
  • إذا طلع الفجر ولم يوتر المسلم، يجوز له قضاء الوتر شفعاً؛ أي أن يزيد ركعةً على عدد الركعات التي يوترها عادةً؛ وذلك بعد طلوع الشمس، فإذا كان يوتر بركعةٍ واحدةٍ فيصلّيها اثنتين، وإن كان يوتر بثلاثِ ركعاتٍ فيصلّيها أربعاً.
  • لا يجوز أن يصلّي المسلم وترين في ليلةٍ واحدةٍ، فإذا أوتر بعد العشاء ونام وتيسّر له أن يقوم آخر الليل، فيصلّي ركعتين ركعتين، ولا يوتر بعدهما؛ لأنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا وتران في ليلة).[١٠]
  • يُسنّ للمسلم أن يقرأ سورة الأعلى، وسورة الكافرون، وسورة الإخلاص في الركعات الثلاث من الوتر، ويجوز له أن يقرأ بما تيسّر له من القرآن الكريم.
  • في حال جمع صلاة المغرب والعشاء جمع تقديمٍ عند وجود حاجةٍ للجمع، كالسفر، أو المطر، أو المرض؛ فإنّه يجوز للمسلم أن يصلّي الوتر بعدهما.
  • يجب على المسلم المحافظة على أداء صلاة الوتر حتى في حال السفر، كما كان يفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان يحافظ على صلاتها في الحضر والسفر، فعلى المسلم اتباع هدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كلّ أحواله.
  • يُستحبّ للمسلم أن يدعو دعاء القنوت بعد القيام من الركوع في الركعة الأخيرة، وهي ركعة الوتر، ومن السنّة رفع اليدين أثناء الدعاء، ولو ترك المسلم الدعاء فصلاته صحيحةٌ لا بأس بها، ولا حرج عليه، ويجوز للمسلم أن يزيد على دعاء القنوت من الأدعية الواردة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ وصيغة دعاء القنوت في الحديث عن الحسن بن عليّ -رضي الله عنهما- قال : (علَّمني جدِّي رسولُ اللهِ دعاءً أدعو به في قُنوتِ الوِترِ: اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديْتَ وعافني فيمن عافيْتَ، وتولَّني فيمن تولَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقِني شرَّ ما قضيْتَ، فإنَّك تقضي، ولا يُقضَى عليك، وإنَّه لا يذِلُّ من واليْتَ ولا يعِزُّ من عاديْتَ تباركتَ ربَّنا وتعاليْتَ).[١١]
  • يجوز مسح الوجه باليدين بعد دعاء القنوت في الوتر، فقد قال ابن عثيمين: (الذي أراه أن مسح الوجه بعد الدعاء ليس بسنةٍ؛ لكن من مسح فلا يُنكر عليه، ومن ترك فلا يُنكر عليه).

المراجع

  1. سعيد آل يعن الله، “أحكام صلاة الوتر”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-18. بتصرّف.
  2. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عاصم بن ضمرة ، الصفحة أو الرقم: 2/310، إسناده صحيح.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 639، حسن صحيح.
  4. اللجنة العلمية في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب بريدة (2018-10-1)، “أهمية صلاة الوتر”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-18.بتصرف
  5. “صلاة الوتر”، www.islamweb.net، 2014-12-21، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-18. بتصرّف.
  6. محمد الطايع (2010-2-16)، “صلاة الوتر: فضائل وأحكام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-18. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 1714، صحيح.
  8. عبد الله محسن الصاهود، “أحكام مختصرة في صلاة الوتر”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1018-10-18. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 755، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن قيس بن طلق بن علي، الصفحة أو الرقم: 1439، صحيح.
  11. رواه ابن حجر العسقلاني، في موافقة الخبر الخبر، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1/333، صحيح.