شروط سجود الشكر
سجود الشكر
يُقصد بالسجود أن يضع الإنسان المسلم جبهته على الأرض خضوعاً وتذللاً لله عز وجل، ومن الممكن أن يطأطأ الإنسان رأسه أو يحرك عينيه إذا كان لا يستطيع وضع جبهته على الأرض، ومما لا شكَّ فيه أنَّ السجود له أنواع، وأهم هذه الأنواع السجود الذي يقوم به الإنسان من أجل نعمة منحها الله عز وجل له أو لجميع المسلمين، كولادة ولد وسلامته من حادث ونحو ذلك، وإذا بشر الإنسان بشيء يفرحه ويسره وسجد لله عز وجل شكراً فهذا يُسمى سجود الشكر.
شروط سجود الشكر
التكبير
يُشترط عدم التكبير في بداية سجود الشكر، أو في آخره أو التشهد والسلام، وهذا متفق عليه بحسب ما جاء في نصوص الإمام الشافعي لأنَّ هذا الشرط وجه من وجوه المذهب الشافعي، لأنَّه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته أنّهم قاموا بهذه الأعمال.
الأقوال والأعمال
لا يُشترط في سجود الشكر الالتزام بأقوال وأفعال معينة ومحددة، إنما يستطيع المسلم شكر ربه بما يناسبه من أدعية الاستغفار والشكر ونحو ذلك.
وقت السجود
يُشترط عدم أداء سجود الشكر إذا بُشِّر بشارة خير وسرور وهو يصلي؛ لأنّ سبب السجود ليس ركناً من أركان الصلاة، فإذا سجد متعمداً بطلت صلاته كما ورد عن السلف من المذهب الشافعي ومعظم أتباع المذهب الحنبلي، كما يحل للمسلم أن يسجد شكراً لله في أي وقت من اليوم عدا الوقت الذي يؤدي المسلم به صلاته، ويُمكن السجود شكراً لله عز وجل في أي وقت يُريده المسلم حتى لو لم يتمكن من القيام به في وقته أي يجوز قضاء سجود الشكر في أي وقت متاح لنا.
الإيماء
يُمكن الإيماء في سجود الشكر إذا تطلب الأمر ذلك مثل شروع الراكب على الراحلة.
الطهارة والقبلة
يختلف الفقهاء بشروط الطهارة واستقبال القبلة وغيرها من الشروط التي لا تصح الصلاة إلا بها عند القيام بسجود الشكر، وذلك كما يأتي:
- المذهب الأول: يرى أنّ سجود الشكر يحل بدون القيام بالشروط الأساسية والضرورية لقبول الصلوات المفروضة والنوافل مثل طهارة الجسم، والملابس والمكان، واستقبال القبلة وما إلى ذلك، وهذا هو القول المرجح عن المالكية كما ذكر الحطاب وأخذه عنه ابن جرير الطبري، وأخذه ابن حزم الظاهري، وأيده ابن تيمية وابن القيم والشوكاني والصنعاني.
- المذهب الثاني: يرى أنّه يُشترط لصحة سجود الشكر ما يجب لصحة الصلوات النوافل، وهذا ما جاء به جمهور الفقهاء أتباع المذهب الحنفي والمالكي، وإليه ذهب المذهب الشافعي وغالبية الحنابلة، وعلى الرغم من ذلك الاختلاف إلا أنَّ الرأي الأقوى هو عدم وجوب الطهارة لأنّ سبب سجود الشكر قد يأتي فجأة وقد يكون الشخص الذي يريد السجود شكراً لله على غير طهارة.
مشروعية سجود الشكر
يعتبر سجود الشكر من السنن النبوية التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، لهذا يجب عدم هجرها على مر العصور، حيث يعد الخلاف الذي ورد في مشروعيته وكيفيته وشروطه خلافاً ضعيفاً، بسبب مخالفته لما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن غالبية صحابته رضي الله عنهم، وبشكلٍ عام اختلف الفقهاء في مدى مشروعية سجود الشكر على النحو الآتي:
- المذهب الأول: يرى استحباب سجود الشكر عند بلوغ النعمة وزوال النقمة والسيئات عن الإنسان، وهذا ما قال به أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وعليه الفتوى عند الحنفية، وإليه ذهب ابن حبيب من المالكية وعزاه ابن القصار إلى الإمام مالك وصححه البناني، وهو مذهب الشافعية والحنابلة والظاهرية.
- المذهب الثاني: يرى عدم مشروعية سجود الشكر وأنّه مكروه ولا يجب فعله، والأفضل أن يشكر الإنسان ربه بلسانه، وهذا الرأي منقول عن أبي حنيفة وعن الإمام مالك في المشهور، ورُوي عن إبراهيم النخعي، ونقله الطحاوي عن أبي حنيفة.
- المذهب الثالث: يرى عدم مشروعيته وأنّه محرم ولا يجوز فعله، بل يجب لمن يريد الشكر أن يُصلي ركعتين، وهو ما ورد عن المالكية كما رواه القرطبي في تفسيره، والمواق في التاج والإكليل.