أدعية الطواف والسعي في العمرة

الطواف والسعي في العمرة

عندما يقوم المسلم بأداء العمرة تقرباً لله سبحانه وتعالى فإنّه ينبغي عليه أن يطوف بالكعبة المشرفة بعد أن يؤدّي ما قبل ذلك من أعمال العمرة، فإذا انتهى من الطواف حول الكعبة انتقل إلى السعي بين الصفا والمروة مبتدئاً بالصفا حتى يُتم سبعة أشواط، ومما يُشرع للمعتمر فعله في أثناء الطواف والسعي؛ الدعاء، والذكر، والتوجه إلى الله بما شاء من الأدعية، والأوراد، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية والأوراد التي كان يكرّرها في سعيه وطوافه.

أدعية الطواف حول الكعبة

وردت الكثير من الأدعية والأذكار عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأدعية والأذكار ما صحَّ نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما ثبت بطلان نقله عنه، ومنها كذلك ما كان متردداً بين الصحة والضعف، فإذا أراد المسلم وقت الطواف الدعاء والذكر ينبغي عليه الانشغال بالصحيح الثابت عن النبي وترك ما ثبت بطلان نقله عنه، والدعاء والذكر بسائر الأدعية المعتادة والتي يكون منشأها قلبه وعقله، فيدعو بما أحب ويسأل الله بما يريد، ويذكره بأي ذكرٍ يشاء ما دام ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأدعية والأذكار والأوراد الثابت صحتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يأتي:[١]

  • يُسنُّ للمعتمر أن يبتدئ الطواف بالتكبير: فقد ثبت من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم طافَ بالبيتِ وهو على بعيرٍ، كلَّما أَتَى على الرُّكْنِ أشارَ إليهِ بشيٍء في يدهِ وكَبَّرَ)،[٢] وقال بعض العلماء: يُستحب للمعتمر إذا أراد استلام الحجر الأسود وابتداء الطواف أن يقول: (بسم الله، والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم) وله أن يُكرر هذا الورد كلما وصل إلى محاذاة الحجر الأسود.
  • أن يدعو المعتمر قائلاً: (اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار)، وقد رُوي عن الشافعي رحمه الله أنّه قال في أحبِّ ما يُقال في أثناء الطواف للمعتمر هو قوله: (اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ).[٣]
  • يُسنُّ للمعتمر أثناء الطواف إذا كان بين الركن اليماني والحجر الأسود أن يدعو قائلاً: (ربنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ).[٣]

أدعية السعي بين الصفا والمروة

  • أمّا في السعي فإنه يُسنُّ للمعتمر إذا بلغ السعي، وتحديداً عند الوقوف على جبلَي الصفا والمروة أن يقرأ قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[٤] ثم يمتثل حال النبي صلى الله عليه وسلم في سعيه حيث ثبت أنه قرأ الآية السابقة ثم قال: (… أبدأُ بما بدأ اللهُ به، فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ، فوحَّد اللهَ، وكبَّره، وقال: لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ وحده، أنجز وعدَه، ونصر عبدَه، وهزم الأحزابَ وحدَه، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاثَ مراتٍ، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا أنصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعِدَتا مشى، حتى إذا أتى المروةَ ففعل على المروة ِكما فعل على الصفا …).[٥]
  • يجوز للمعتمر ما دام قد قرأ تلك الأذكار والأدعية أو شيئاً منها، أن يدعو في الطواف وفي السعي بين الصفا والمروة بما أحب وبما شاء مما فيه الخير له في الدنيا وفي الآخرة، وإن لم يدعُ بتلك الأدعية ودعا بما يشاء من الأدعية جاز ذلك أيضاً، إنّما يُسنّ الانشغال بالأوراد الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له كذلك إن لم يرد في خاطره دعاء وأراد الانشغال بالذكر أن يقرأ القرآن فهو أعظم الذكر، وأجزى له أجراً.

تعريف الطواف حول الكعبة وحكمه

يُعرّف الطواف بأنّه مصدر طافَ يَطُوف، طَوَافًا وطَوَفانًا، فهو طائِف، والمفعول مَطُوفٌ به، ويعني الطواف الدوران حول الشيء أو في الشيء، يُقال: طَافَ البِلاَدَ؛ أيّ جَالَ فِيهَا، وطافَ حَوْلَ الدَّارِ: أي دَارَ حَوْلَهَا، ومن ذلك الطواف حول الكعبة،[٦] أمّا عن حكم الطواف حول الكعبة في العمرة فقد اتفق الفقهاء على أنّ الطواف بالكعبة ركنٌ من أركان العمرة ولا تصحُّ إلا به، ودليلهم على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: (وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ).[٧]

تعريف السعي بين الصفا والمروة وحكمه

يُعرف الصفا في اللغة بأنه الحجر الأملس، وقد أُطلقت تسمية جبل الصفا على أحد جبال مكة المعروفة حالياً، كما أطلقت تسمية المروة على جبل آخر كذلك يقع في مكة،[٨] وأمّا عن حكم السعي بين الصفا والمروة في العمرة فيرى جمهور فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة أنّ السعي بين الصفا والمروة يُعتبر من أركان العمرة، أمّا فقهاء وعلماء الحنفية فيرون أنّ السعي بين الصفا والمروة يُعتبر من واجبات العمرة لا من أركانها، فمن ترك السعي بين الصفا المروة لا تبطل عمرته إنّما يلزمه الهدي إن لم يتمكن من الإتيان به.[٩][١٠]

المراجع

  1. “من أدعية الطواف والسعي”، إسلام ويب، 22-5-2007، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2017، بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1632.
  3. ^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 939، جزءٌ من حديثٍ أخرجه ابن حبان في صحيحه بإسنادٍ صحيح.
  4. سورة البقرة، آية: 158.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1218.
  6. “تعريف ومعنى الطواف”، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2014، بتصرّف.
  7. سورة الحج، آية: 29،
  8. “الصفا والمروة.. سبب تسميتهما.. ومكانتهما”، إسلام ويب، 25-9-2003، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2017، بتصرّف.
  9. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 318، جزء 30، بتصرّف.
  10. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 616، جزء 1، بتصرّف.

شاركنا برأيك عبر: قضية للنقاش?

كيف كان شعورك في أول مرة رأيت فيها الكعبة؟