ماذا يطلق على آخر جمعة في رمضان
شهر رمضان
ميّز الله -تعالى- شهر رمضان المُبارك عن غيره من الشُّهور، ولذلك حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على الاجتهاد فيه بالطاعات؛ اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما أنّ شهر رمضان شهر الكرم، والجُود، والصبر؛ إذ يصبر المسلم على مشقّة الطاعة، ويصبر أيضاً عن المعاصي؛ التزاماً بأوامر الله -تعالى-، كما أنّ شهر رمضان شهر الجهاد؛ إذ وقعت غزوة بدر الكبرى في رمضان في السنة الثانية للهجرة، وكذلك كان فتح مكّة في شهر رمضان، ومن الجدير بالذكر أنّ شهر رمضان شهر التقوى، التي تعدّ أساس كلّ عبادةٍ من العبادات، فالهدف لا يتمثّل بالامتناع عن الطعام والشراب، بل تحقيق التقوى في القلوب، ونَيْل الأجور المُضاعفة المترتّبة على ذلك.[١]
آخر جمعةٍ في رمضان
يُطلق على آخر جمعةٍ من شهر رمضان في مِصْر: الجمعة اليتيمة؛[٢] وسُمِّيت بذلك بالنظر إلى ما قبلها؛ فهي تلحق بالجَمع، كما لا تلحق بها جمعة أخرى في شهر رمضان نفسه.[٣]
الأحكام المتعلّقة بآخر جمعةٍ من رمضان
يُعتقد خصوصيّة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بعبادةٍ ما، إلّا أنّ ذلك ليس له أي أصلٍ في الشَّرع، ولا يصحّ بأي شكلٍ، ولا تُشرع فيها أي صلاةٍ خاصّةٍ فيها، فليس هناك أي فرقٍ بين الجُمعة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة من شهر رمضان، ولم يصحّ أنّ عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- خصّ الجُمعة الأخيرة من رمضان بأي صلاةٍ أو عبادةٍ، والاعتقاد بتخصيص الجُمعة الأخير من رمضان بعبادةٍ ما من البِدَع المُحدثة في الدِّين،[٤] ويُعتقد أنّ الصلاة في آخر جُمعة من رمضان تكفي عن كلّ ما فات من الصلاة، وتجبرها، وذلك بعيدٌ كلّ البُعد عن أحكام الإسلام، ومن الأمور المُبتدعة التي لم تصحّ، إذ لم يُشرع إشارةً، أو دلالةً، أو قياساً، أو إجماعاً،[٥] ولا صحّة لتكفير الذّنوب، أو تكفير الصلوات المتروكة طوال العُمر، بسبب أداء صلاةٍ معيّنةٍ في الجمعة الأخير من رمضان.[٦]
المراجع
- ↑ سفر الحوالي، دروس للشيخ سفر الحوالي، صفحة 3-5، جزء 22. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 2508، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ عباس محمود العقاد (1970)، الإسلام دعوة عالمية: ومقالات أخرى في العقيدة والدين، مصر: دار الهلال، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ لجنة الفتوى، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 587، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ محمد الأنصاري (1999)، ردع الإخوان عن محدثات آخر جمعة رمضان (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑ زين الدين المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (الطبعة الأولى)، صفحة 170. بتصرّف.