حكم دخول الكنيسة

حكم دخول الكنيسة

اختلفت آراء العلماء في حكم دخول المسلم إلى الكنيسة إلى عدّة أقوالٍ، وبيان التفصيل على النحو الآتي:

الرأي الأول

يرى أصحاب هذا الرأي جواز دخول الكنيسة مطلقاً، وهو قولٌ عند الحنابلة، وهو معتمد مذهبهم، وبه قال ابن حزم رحمه الله، والمستقرء للنصوص الشرعية لا يظهر له أنّ هناك دليلاً صريحاً على حرمة دخول الكنائس، وتعليل بعض أهل العلم حرمة دخولها؛ بأنّ حجّة وجود الصور والتماثيل لا يعني حرمة الدخول؛ فالإثم على من صنع ذلك، ولعل الواجب بحقّ من يدخل مكاناً فيه تماثيل أن ينصح ويذكّر، لا أن يخرج من المكان،[١] وقد ذهب بعض المحققين من أهل العلم إلى جواز دخول الكنيسة من أجل السياحة، أو شهود حفل زواجٍ، أو لأجل تعزيةٍ في ميتٍ، ولكن شريطة أن يتمّ ذلك بعيداً عن ممارسة أيّ من طقوسهم المخالفة للشريعة الإسلامية، والأولى ترك ذلك ما لم تدْعُ حاجةٌ له، كأن تكون الحاجة مجاملة جارٍ نصرانيٍّ أو صديقٍ، أو تمثّلت الحاجة بدفع مكروهٍ، علماً أنّ بعض أهل العلم من التابعين قد أجاز الصلاة فيها، مثل: الشعبي، وعطاء، وابن سيرين رحمهم الله، وقد جاء أنّ بعض الصحابة الكرام قد صلّوا في الكنيسة، ومنهم: أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.[٢]

الرأي الثاني

يُكره دخول الكنيسة في قولٍ عند الحنابلة، وقيّد بعضهم الكراهية بوجود الصور في الكنيسة، وقد ذكر الإمام ابن تيمية -رحمه الله- كراهة دخول الكنيسة المصورة، واستندوا إلى ما جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ)،[٣][١] وذهب أتباع هذا الرأي إلى أنّ الكراهة تشتدّ.[٤]

الرأي الثالث

يرى الحنفية والشافعية حرمة دخول الكنيسة، إلّا أنّ منشأ التحريم عندهما مختلفٌ؛ فعلّل الشافعية حكم التحريم بوجود الصور، أمّا الحنفية فكان تحريمهم دخولها مطلقاً.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد المنجد (11-1-2008)، “حكم دخول المسلم للكنيسة”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
  2. دار الإفتاء، “دخول الكنائس “، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3352، صحيح.
  4. محمد المنجد (28-6-2016)، “حكم استخدام الكنيسة كصالة لإقامة بعض الأنشطة للأطفال المسلمين”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.