حكم الاستماع إلى الأغاني

حكم الغناء حسب نوعه

فرّق العلماء في حكم الغناء حسب أنواعه، فنقل عنهم الإجماع على تحريم الغناء إذا كان مصحوباً بآلة موسيقية محرّمة، ويستثنى من ذلك الدف إذا كان في الأعياد والمناسبات وكان الغناء المصاحب له حسناً لا يهيج الغرائز، أمّا الغناء الذي لا تصاحبه آلة موسيقية فإن كان من امرأة لرجال فإنه يحرم؛ فالشريعة نهت المرأة عن رفع صوتها بالأذان أو الجهر بالقراءة في الصلاة بحضرة الرجال، فمن باب أولى تحريم رفع صوتها بالغناء أمام الرجال، أمّا إذا كان غناء المرأة للنساء فيُباح إذا كان الكلام حسناً، وأمّا غناء الرجل فقد أباحه العلماء إذا كان مشتملاً على الكلام الحسن الذي يدعو إلى الخير والفضيلة، بينما يُحرّم غناء الرجل إذا كان الكلام مشتملاً على وصف النساء أو الخمر وغير ذلك.[١]

قول من أفتى بإباحة الاستماع إلى الأغاني

ذهب بعض العلماء منهم الشيخ ابن حزم الظاهري، والشيخ محمد الغزالي إلى القول بإباحة الغناء والاستماع إلى الأغاني، باعتبار أنّ الغناء حكمه حكم الكلام، فحسنه حسن وقبيحه قبيح، ولأنّه لم يرد حديث صحيح يُفيد تحريم الغناء، فإنّ الحكم يبقى على الأصل وهو الإباحة، كما استدل من قال بإباحة الغناء بقوله عليه الصلاة والسلام لأبي موسى الأشعري حينما كان يقرأ القرآن: (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود)،[٢] فلو كان المزمار رديئاً لما ذكر النبيّ الكريم في الحديث،[٣] وكذلك أفتى القرضاوي، لكن تجدر الإشارة إلى أن إباحتهم لسماع الأغاني ليس على إطلاقه، حيث يبيّن الشيخ القرضاوي أن حسن الغناء حسن وقبيحه قبيح، ويقول: “اتفقوا على تحريم كل غناء يشتمل على فحش، أو فسق، أو تحريض على معصية … واتفقوا على إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلات، والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة”.[٤]

قول من أفتى بتحريم الاستماع إلى الأغاني

أفتى جمهور العلماء بتحريم الاستماع إلى الأغاني؛[٤] لأنها تشجع على ارتكاب الفسق والمعاصي وصحبة الأشرار، وقد استدل من قال بتحريم الاستماع إلى الأغاني بقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)،[٥] فمن يسمع الغناء تستولي القسوة والمرض على قلبه، فيضل نفسه ويضل غيره عن سبيل الله، ويهون عليه ترك ما أوجبه الله عليه من صلاة الجماعة وغيرها من الواجبات، ومن اعتاد سماع الأغاني وانشغل بها، ثقل عليه الاستماع إلى القرآن الكريم.[٦]

المراجع

  1. “أنواع الغناء وحكم الاستماع لكل نوع “، www.islamweb.net، 2004-3-29، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-21. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس ، الصفحة أو الرقم: 5048، صحيح.
  3. خالد عبد المنعم الرفاعي (2011-8-1)، “حكم الاستماع إلى الأغاني “، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-21. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “ضوابط إباحة الغناء عند الشيخ القرضاوي والشعراوي والمسير”، www.fatwa.islamweb.net، 2014-3-19، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
  5. سورة لقمان، آية: 6.
  6. “حكم الاستماع إلى الأغاني “، www.binbz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-21. بتصرّف.