ما حكم زواج المتعة عند السنة
حكم زواج المتعة عن أهل السنة
أفتى علماء الأمة الإسلامية بحرمة زواج المتعة وأنه من الأنكحة الباطلة، وقد نقل عدد من علماء الأمة الإجماع على تحريمه تحريماً قاطعاً بعد أن رخص به عند الأوائل، ومن هؤلاء العلماء ابن المنذر والقاضي عياض، والإمام الخطابي، وقد استدل علماء الأمة على تحريم نكاح المتعة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (والَّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزوَاجِهِم أو مَا مَلَكَت أَيمَانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ العَادُونَ).[١]ووجه الاستدلال في الآية الكريمة أن زواج المتعة لا يعتبر كالزواج الشرعي الدائم، ذلك أن عقد زواج المتعة لا يترتب عليه حق التوارث بين الطرفين، كما لا تنطبق عليه أحكام عقد الزواج الشرعي من العدة والطلاق الثلاث، كما لا تعتبر المتزوجة بصيغة المتعة ملك يمين لأنه لا يحق بيعها أو شراءها وبالتالي يكون نكاح المتعة نوع من أنواع الاعتداء التي ذمها الله تعالى في كتابه العزيز، وأما أدلة تحريم المتعة من السنة النبوية فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً).[٢][٣]
الرد على من قالوا بإباحة المتعة
قد استدل من قال بإباحة زواج المتعة بقوله تعالى: (فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً).[٤]فلفظ الاستمتاع بارتباطه بالأجر يدل بحسب زعمهم على أن نكاح المتعة مباح شرعاً، وقد رد علماء أهل السنة على هذا الاستدلال الباطل بقولهم أن لفظ الاستمتاع إنما أريد به لذة الزواج الشرعي، والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: (المرأة كالضِّلَع إن أقمتَها كسرتَها، وإن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عوج).[٥]أما لفظ الأجر فإنما أريد به المهر الذي يدفعه الزوج لزوجته.[٦]
العلة في تحريم نكاح المتعة بعد إباحته
العلة من تحريم نكاح المتعة بعد إباحته فهي أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سكت في بداية الأمر عنه لأنه كان معروفاً عند أهل الجاهلية حتى جاء أمر الله تعالى بتحريمه فبلغ النبي المسلمين بذلك، وأما علة التحريم فهي أنه زواج فاسد لا يؤدي إلى بناء الأسرة أو الإستقرار بين الزوجين، بل هو يشبه استئجار البغايا، بينما تجد الزواج الشرعي في الإسلام زواج دائم، لا يتفرق فيه الزوجين إلا عندما تستفحل الخلافات بينها فيكون الطلاق أهون الشرين.[٧]
المراجع
- ↑ سورة المؤمنون ، آية: 5-7.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن سبرة بن معبد الجهني، الصفحة أو الرقم: 1406، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ “زواج المتعة منسوخ وباطل “، إسلام ويب، 2001-1-10، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-28. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء ، آية: 26.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5184، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ “زواج المتعة والرد على من يبيحه من الروافض “، طريق الإسلام ، 2006-12-1، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-28. بتصرّف.
- ↑ الدكتور نوح علي سلمان (2009-12-23)، “حكم زواج المتعة / فتوى رقم 420”، الموقع الرسمي لدائرة الافتاء الأردنية ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-28. بتصرّف.