الدعاء على الظالم باسمه
حكم الدعاء على الظالم باسمه
يجوز للمسلم أن يدعو على من ظلمه، سواءً أكان ذلك أثناء أدائه للصلاة أم خارجها، وأجاز بعض أهل العلم أيضاً التصريح باسمه عند الدعاء عليه في الصلاة أو في غيرها كذلك، والأصل في هذا الحكم ما ورد في صحيح البخاري من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول بعد ركوعه: (اللَّهُمَّ اشْدُدْ وطْأَتَكَ علَى مُضَرَ، واجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ)،[١] إلّا أنّ الأولى والأفضل للمسلم هو العفو عن المسلمين ومسامحتهم.[٢]
حكم الدعاء على الظالم بالضلال
لا يجوز للمسلم أن يدعو على من ظلمه بالضلال وعدم الهداية، فلا ينبغي أن يصدر منه هذا النوع من الدعاء مهما كان ما تعرّض له من ظلمٍ، وذلك لعدّة أسبابٍ، منها:[٣]
- إنّ الدعاء على الظالم بالضلال فيه طلبٌ لزيادة كفره، أو عصيانه، أو ظلمه، والواجب على المسلم أن يكره هذه الأمور، ويسعى إلى إزالتها، وتطهير الأرض منها، وليس الدعاء باستمرارها.
- إنّ الدعاء على الغير بزيادة ضلاله وعدم هدايته يعدّ نوعاً من الاعتداء بالدعاء المذموم في القرآن الكريم والسنة النبوية.
- أنّ فيه تحجيرٌ لرحمة الله تعالى، وتضييق لسعة مغفرته وعفوه.
- أنّ النهي ورد من الله -تعالى- عن مثل تلك الأدعية التي تشتمل على طلب غواية الكفار، وزيادة ضلالهم وعذابهم.
فضل العفو والمسامحة
العفو والمسامحة شعاراً للصالحين الأنقياء أصحاب الأنفس الراضية؛ لأنّ المسامحة نوعٌ من إيثار الآجل على العاجل، وهو أمرٌ عظيمٌ ليس هينٌ، فلا يملك الإنسان الانتصار على نفسه إلّا بمصارعة حب الانتقام فيها، ولا يكون ذلك إلّا للأقوياء الذين استعصوا على حظوظ أنفسهم وأهوائها، ولذلك كان للعفو والمسامحة فضلٌ عظيم في الإسلام، ويترتب عليهما أجراً كبيراً، فقد أثنى الله على عباده المتقين، وكان ممّا وصفهم به أنّهم عافون عن الناس، ومحسنون إليهم، ووعدهم لقاء ذلك بجنّةٍ عرضها السماوات والأرض.[٤]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح.
- ↑ “هل يجوز في الدعاء التصريح باسم الظالم”، www.islamweb.net، 2002-11-10، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-11. بتصرّف.
- ↑ “تدعو عليه بزيادة الضلال”، www.islamqa.info، 2007-10-21، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-11. بتصرّف.
- ↑ “العفو عن الناس”، www.ar.islamway.net، 2014-1-25، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-11. بتصرّف.