ما حكم من زنى في رمضان

حكم من زنى في رمضان

الزنا كبيرة من الكبائر، ومعصية من أقبح المعاصي، وقد حذّر اللهُ عزّ وجلّ منها، حيث قال في كتابه العزيز: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا).[١]وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزَّاني حينَ يزني وَهوَ مؤمنٌ).[٢]واتّفق العلماء بالإجماع على أنّ الزنا مُحرّم، وارتكاب هذه الفاحشة في شهر رمضان أشدُّ إثماً، وتحريماً من ارتكابها في أيّ وقت آخر، ويجب على المسلم أن يجتهدَ في هذا الشهر الفضيل بالعمل الصالح، والصلاة، وقراءة القرآن والذكر،[٣]ومن زنى في نهارِ رمضانَ فقد أفطر، كما قال العمراني رحمه الله: (إن زنى بإمرأة في نهار رمضان .. أفطر [ وذكر وجوب الكفارة ])، والكفارة واجبة عليه بإجماع أهل العلم، فقد قام هذا الزاني بالتعدّي على حدّ من حدود الله، وانتهك حرمةَ الشهر الفضيل، إلى جانب انتهاكه لحرمة الفرج الحرام،[٤]فعليه هنا عِتقُ رقبةٍ، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، وإن لم يستطع أيضاً فإطعام ستين مسكيناً، وقال ابنُ عثيمين رحمه الله: (أما عتق رقبة معناها تحريرها من الرق، بمعنى إذا وجدت عبداً مملوكاً اشتريته وأعتقته، أو كان عندك عبد فتعتقه)،[٥]وأمّا إن قام باقتراف هذه الكبيرة ليلاً فإنّ صيامه صحيح، وليس عليه القضاءُ، ولكن لا يَعلمُ بقبول هذا الصيام إلا الله وحده.[٦]

لوازم التوبة من الزنا في رمضان

من لوازمِ التوبة من الزنا ما يلي:[٧]

  • التوبة قبل الغرغرة، أي قبل وصول الروح إلى الحلقوم.
  • اجتنابُ أهل السوء، والفواحش، والتقرّب من أهل الخير، ومُخالطتهم.
  • الندمُ على كل ما فعله العبد مُسبقاً.
  • أداءُ صلاة ركعتي التوبة.
  • تركُ هذا الذنب القبيح، والابتعاد عن كلّ ما قد يَجرّ المرء لارتكابه ثانية، والثبات، والعزم على عدم الرجوع إلى هذا الفعل مرةً أخرى.
  • الإكثارُ من فعل الأعمال الصالحة.

طُرق الوقاية من الزنا

يُوجد طُرق كثيرة يجب العمل بها، لمنع حدوث الزنا وهي:[٨]

  • التزامُ أوامرِ الله عزّ وجلّ، وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن كلّ ما نهونا عنه.
  • الإكثارُ من الصيام، والمُحافظة على الصلوات، وعدم تركها، فالصلاة تمنع الإنسان من ارتكاب الفاحشة، قال سبحانه: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ).[٩]
  • قراءةُ القرآن باستمرار، ومُلاحظة الآيات التي تُخوّف من فعل الفواحش.
  • تركُ متاع الدنيا، والزهد فيها، والإقبال على الله سبحانه وتعالى، والاجتهاد لكسب الآخرة.
  • تجنّبُ كل ما يُعين على ارتكاب الزنا.
  • التذكيرُ، والتحذير بعقوبة كلّ من يُقدم على فعل هذه الفاحشة.
  • القضاءُ على ظاهرة التبرّج، والاختلاط.
  • العملُ على نشر الأخلاق الحسنة بين الناس.
  • غيرةُ المرء على محارمه.
  • قراءةُ مقالاتٍ، ومواضيعَ تتكلّم عن الزنا، وعواقبه.
  • مُجالسةُ أخيار الناس، والابتعاد عن أشرارهم.
  • خفضُ المهور، وتسهيلها أمام المُتقدّمين للزواج، فلو كان المُتقدّم للزواج على دين وخُلق فينبغي تزويجه.
  • حمايةُ النساء مِن كلّ مَن يُحاول التعدّي عليهن.
  • التزامُ المرأة بيتَها، وعدم خروجها منه، إلا للضرورة، ومع أحدِ المحارم.
  • عدمُ اختلاء المرأة برجل أجنبيّ، فإن فعلت فيكون معها أحدُ محارمها.
  • تجنّبُ النظر إلى المرأة، سواءً في التلفاز، أو غيره.
  • عدمُ اختلاء الرجال بالخادمات اللواتي يعملْن في بيوتهم.
  • عدمُ جعل الإخوة (الذكور، والإناث) ينامون في مكان واحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أبناءَكم بالصلاةِ لسبعٍ واضرِبوهم عليها لعشرٍ وفرقوا بينَهم في المضاجعِ).[١٠]

المراجع

  1. سورة الإسراء، آية: 32.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2475 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  3. “حكم الزنا في ليلة من رمضان”، fatwa.islamweb.net، 2009-9-19، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-4. بتصرّف.
  4. “تجب التوبة والكفارة على من زنا في نهار رمضان”، islamqa.info، 2014-3-19، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-4. بتصرّف.
  5. “حكم من زنى بذات محرم في رمضان”، fatwa.islamweb.net، 2014-8-7، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-4. بتصرّف.
  6. “الزاني ليلا صومه صحيح ولا قضاء عليه”، fatwa.islamweb.net، 2003-11-15، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-4. بتصرّف.
  7. خالد عبد المنعم الرفاعي (2007-7-8)، “شروط التوبة من الزنا في نهار رمضان “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-4. بتصرّف.
  8. يحيى بن موسى الزهراني، “فاحشة الزنا”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-4. بتصرّف.
  9. سورة العنكبوت، آية: 45.
  10. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 184/7، خلاصة حكم المحدث : صحيح .