شروط البيعة في الإسلام

البيعة

هي المعاهدة والانعقاد، واصطلاحاً اختيار أهل الحلّ والعقد رجلاً، يتولى أمر الأمّة لجلب المنافع الدّينية والدّنيوية، ودفع المضار عنها، ولا تكون البيعة إلا لوليّ أمر المسلمين، يبايعه العلماء والفضلاء، وكذلك الوجهاء من النّاس.

تكون المبايعة بالالتزام بطاعة وليّ الأمر في غير معصية الله تعالى، حيث يجب على المسلمين اختيار إمامٍ واحدٍ فقط، ولا يجوز المبايعات المتعدّدة، ويكون حقّ الرّجال في المبايعة بالقول والفعل أي المصافحة، أما النّساء فيقتصر حقّها في المبايعة على القول فقط.

البيعة عقدٌ يترتّب عليه التزاماتٍ على كلٍّ من وليّ الأمر والرّعية، بالكتاب والسّنة، ويحرم نقضها، وتُعدّ البيعة من أسس النّظام السّياسي للدّولة الإسلاميّة، كما أنّ للبيعة شروطاً متعددّة يجب الالتزام بها، سنذكرها في هذا المقال.

شروط البيعة في الإسلام

حاول الفقهاء وضع شروط لصحّة عقد البيعة، حيث إنّهم توصّلوا إليها من الأدّلة الصّحيحة، وهذه الشّروط هي:

  • أن تتوفّر جميع شروط الإمامة، فلا تنعقد البيعة في فقدان أي شرطٍ من الشّروط، حتّى لو كان شرطاً واحداً.
  • أن يجيب المبايع إلى البيعة، وفي حال امتنع عن ذلك، لا تعقد البيعة، ولا يجبر عليها إلاّ إذا كان الإمام لا يصلح للمبايعة، أو لا يوجد إمام غيره.
  • أن يتولّى عقد البيعة أهل الحلّ والعقد قبل عامة الناس (البيعة العامّة)، لضمان التّوازن والتّحالف، وكذلك شرطٌ لاستقرار الأمر، وعدم نقض البيعة، أو التّنازع بعدها.
  • أن تُبنى البيعة على كتاب الله، وسنّة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، قولاً وفعلاً، بحيث تكون الطّاعة خالصةً لله تعالى، فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.
  • أن تكون البيعة لإمامٍ واحدٍ، فلا تعقد لأكثر من واحد، فإذا ادّعى أحدٌ الخلافة بوجود الخليفة، وُجب قتله، لتجّنب إثارة الفتنة بين المسلمين.
  • أن تكون الحرّية كاملةً في البيعة، لأنّ البيعة تُقام على أساس المراضاة، وحرّية الاختيار، لا عقد إجبار وإكراه، كما فعل الصّحابة -رضوان الله عليهم- في بيعة الخلفاء الرّاشدين.
  • الإشهاد على المبايعة، لكي لا يدّعي أحد الإمامة أن عقد البيعة حدث سرّاً، ممّا يُؤّدي إلى النّزاع والفتن، كما فعل الصّحابة في الإعلان والإشهاد على البيعة في الخلافة الرّاشدية.

مستويات البيعة

تنقسم البيعة إلى مستويين متلازمين، وهما:

  • بيعة الانعقاد: وهي بيعة أهل الحلّ والعقد.
  • بيعة الطاّعة أو البيعة العامّة: وهي بيعةٌ شعبيةٌ عامةٌ لكافّة المسلمين.

صور البيعة

  • المصافحة والكلام: وهي الصّورة الغالبة في المبايعة، وتكون للرجال فقط.
  • الكلام فقط: وتكون للنساء.
  • الكتابة: بهذه الطريقة بايع النجاشيّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم.