شروط قراءة القرآن للمرأة
شروط قراءة القرآن
القرآن الكريم وقراءته عبادة من العبادات التي تقرّب العبد من ربه، و لقراءة القرآن شروط وآداب، منها ما هو فرضٌ، ومنها ما هو مستحبٌ، ومنها ما هو مرغوبٌ فيه، لجميع الفئات المسلمة، وفيما يلي جملة من هذه الشروط والآداب:
شروط قلبية
هنالك ثلةٌ من الآداب والشروط القلبية التي من الجميل أن يتحلّى بها قارئ القرآن، منها:
- الإخلاص في نية القراءة، فيجب أن تكون نية القراءة رضى الله، والتقرّب منه، لا طلب الرفعة بين الناس، مع استحضار عظمة الخالق، فكلما عظم الخالق في القلب، صغرت الدنيا وملاذّها في نفس الإنسان.
- التوبة، والابتعاد عن المحرمات والمعاصي، فهي تعمل على إطفاء القلب، ويصبح أكثر غلظة فلا يتأثر بمعاني القرآن، وأكثر بعداً عن الرحمة التي هي من أهم صفات الإنسان، بالإضافة إلى أنّ القلب يصبح متعلقاً بالحياة الدنيا.
- إحضار القلب، ونفي حديث النفس والتركيز في معاني القرآن.
- محاولة فهم كل كلمة تُقرأ، مع التدبر و الامتثال لأوامر الله تعالى التي ذكرها في القرآن الكريم.
- تفاعل القلب مع المعاني المختلفة من القرآن، فتتأسّى المرأة بصفات الصالحين، وتبتعد وتعتبر من الكافرين.
- اعتبار كلّ خطاب في القرآن موجّهاً للنفس.
- التبرؤ من القدرة الشخصية التي تتفاخر بها بعض النساء، إذ لا حول ولا قوة إلا بالله، والابتعاد عن تزكية النفس.
- تحاشي موانع الفهم، كأن تنشغل المرأة بالتجويد عن الفهم والاستيعاب للآيات.
شروط ظاهرية
هنالك مجموعة من الشروط الظاهرية التي يجب الالتزام بها فمنها ما هو مستحبٌ ومنها ما هو واجب:
- الشروط الواجبة:
التطهّر والوضوء قبل البدء بقراءة القرآن، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يمس القرآن إلا طاهرٌ"، وأكّد على ذلك ابن باز حين قال:"أما قراءة القرآن فلا يجوز للجنب قراءة القرآن لا من المصحف ولا من غيره حتى يغتسل لأنّه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة، أمّا إن كان حدثاً أصغر فيجوز قراءة القرآن عن ظهر قلب، لعموم الأدلة، وقوله تعالى: "لا يمسّه إلا المطهّرون"، ومن هذا يتوجب على المرأة ومن المفترض عليها أن تتطهر في حالتي الحيض والنفاس، أو الجنابة.
- الشروط المستحبة:
أمّا المستحب من الشروط والآداب، وتناقله الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يرد فيه دليلٌ شرعي واضح:
- من المستحب أن ترتدي المرأة حجابها، أو ملابس الصلاة عند قراءة القرآن، إذ إنّه ليس من الواجب تغطية الرأس للمرأة أثناء قراءة القرآن، وذلك لعدم وجود دليلٍ شرعي من القرآن أو السنة يوجب ذلك، وهذا ما أكّد عليه الشيخ ابن عثيمين في فتاواه، ومن هنا نستنتج أن للمرأة حرية ارتداء الحجاب أو خلعه أثناء قراءة القرآن.
- يستحبّ استخدام السواك قبل قراءة القرآن.
- يستحبّ استقبال القبلة، فلا أفضل من وجهة الكعبة وجهة، ولا ضير في حال لم يستقبل اقارئ القبلة، لأنّ في ذلك للعلماء آراء.
- التعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، والبدء باسم الله الرحمن الرحيم، وهذا من السنن التي أخذناها عن رسولنا الكريم.
- يستحب عقد النية للمواظبة على قراءة القرآن الكريم، وتخصيص وردٍ يومي، والتعهد بحفظ القرآن وعدم نسيانه.
- عدم قطع القراءة بكلامٍ غير مفيد، أو بألفاظ غريبة، إلا للضرورة القصوى، واجتناب الضحك والانشغال بما لا فائدة فيه.
- الترتيل والتجويد بما تعرفه من أحكام تلاوة القرآن، قال تعالى:”ورتل القرآن ترتيلاً” .
- احترام المصحف الكريم، فلا ترميه ولا تضعه على الأرض ولا تضع فوقه شيء.
- اختيار المكان المناسب لقراءة القرآن، فلا يجلس بالقرب من المشتتات، والملفتات، مثل التلفاز، أو المذياع.
- اختيار الأوقات التي يكون فيها الذهن صافياً، والجسد مرتاحاً.
- تكرارالآية مراتٍ ومرات، وذلك لفهمها وحفظها في الوقت نفسه.
- الخشوع والبكاء عند سماع آيات الحساب والعذاب.