هل يجوز تشقر الحواجب
هل يجوز تشقر الحواجب
من خلافات العلماء المعاصرون في أحكام الدين الاسلامي هو حكم تشقير الحواجب ، حيث منعته طائفة (كما جاء في جواب اللجنة الدائمة للإفتاء) ، وبعد أن درست هذه اللجنة هذه القضية أفتت بأن تشقير أعلى وأسفل الحاجبين لا يجوز؛ والسبب في ذلك هو أنه نوع من تغيير خلقة الله سبحانه للإنسان الذي خلقه الله في أبهى صورة ، ولمشابهته أيضاً للنمص المحرّم شرعاً ، حيث أن هذ الأمر يزداد حُرمة إذا كان القصد فيه التقليد والتشبه بالكفار ، أو إذا كان يعود باستعماله الضرر على الجسم أو الشعر الذي هو نعمة لنا من الله عز وجل، لقوله تعالى : “وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ” ، وقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) : ” لا ضرر ولا ضرار “.
كما قال بعض الشيوخ في تشقير الحواجب هو أن هذه الأصباغ الملونة لشعر الحواجب غير جائزة ؛ فقد لعن رسولنا الكريم (عليه الصلاة والسلام) النامصات والمتنمصات اللاتي يغيرن في خلق الله تعالى ، ومن حكمة الله في خلق الحواجب في أن تكون متفاوتة الشكل والسماكة هو أن الله يحب الإختلاف في خلقه ، فمن الحواجب ما هو كثيف ومنها ما هو خفيف ، كما أوجد منها القصير والطويل أيضاً ، والحكمة الأولى في ذلك هو التمييز بين الناس ، ليعرف كل إنسان ما يختص به ويعرف به من خلال النظر إلى مُحيّاه ، وبناءاً على هذه الحكمة أوجد الله تعالى الإختلاف في مظهر الحواجب .
وقال آخرون رواد العلم بإنه مباح ، وذلك التضارب هو ما جعل من هذه القضية موضع شبهة لاختلاف آراء العلماء فيها ، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة النساء الظاهرة المعنية بتشقير الحاجبين، وهي صبغ الشعرالذي يعلو الحاجبين ومِن تحته بشكل أشبه للنمص ،كما أن ترقيق الحاجبين ظاهرة انتشرت وكان الهدف منها تقليداً الغرب ، كما يكمن تحريم التشقير في ما تتضمنه هذه المادة المُشقّرة من خطورة للشعر من الناحية الطبية ، فالأولى ومن باب الإحتياط تركها كما هي خوفاً من الوقوع في الحرام وخوفاً على صحة المرأة… والله أعلم.