ما هي أنواع الزنا
الزّنا
يعتبر الزّنا من كبائر الذّنوب والمعاصي التي ارتبط بها وعيد الله تعالى بالعذاب والعقاب، وقد سمّاه الله عزّ وجل في كتابه العزيز بالفاحشة والمقت وأسوأ السّبل، فبدلاً من أن يلتجأ العبد إلى الوسائل المشروعة من أجل قضاء حاجاته وشهواته تراه يرتكب هذا الفعل المحرّم فيحيد عن فطرته السّليمة التي تأنف السّوء والفحشاء إلى فطرةٍ عوجاء منحرفة.
يعرّف الفقهاء المسلمون الزّنا بأنّه علاقة غير شرعيّة بعيداً عن إطار العلاقة الزّوجيّة بين رجلٍ وامرأة أجنبيّة لا تحلّ له شرعاً، وقد وضع الله سبحانه وتعالى لجريمة الزّنا حداً شرعياً وهو الجلد وتغريب سنة لمن كان عازباً، والرّجم حتّى الموت لمن كان متزوجاً، وإنّ هذه الجريمة لا تثبت على مرتكبها إلاّ بشهادة أربعة من الشّهود أو باعتراف مرتكب جريمة الزّنا.
حديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن الزّنا
تحدّث النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن الزّنا كواحدٍ من كبائر الذّنوب إلى جانب الشّرك بالله تعالى وقذف المحصنات الغافلات والسّحر وعقوق الوالدين، كما تحدّث عليه الصّلاة والسّلام عن أنواع أخرى من الزّنا المجازي، فما هو الفرق بين الزّنا الفعلي والزّنا المجازي ؟ وما هي أنواعهما ؟
أنواع الزّنا الفعلي
إنّ الزّنا الفعلي قد يكون بين رجلٍ وامرأة أجنبّية، وقد يكون بين رجلٍ وحليلة جاره وهذا النّوع من أعظم الذّنوب والمعاصي، وهناك كذلك زنا المحارم وهو ذنبٌ عظيم كذلك.
أنواع الزّنا المجازي
الزّنا المجازي هو فعلٌ أو قولٌ أو سلوكٌ يصدر من قبل الإنسان ويطلق عليه مجازاً تعبير الزّنا لأنّه مقدّمة إليه ومشابه له، ومن أنواع هذا الزّنا المجازي نذكر :
- زنا العين، فالعين هي عضوٌ من أعضاء الإنسان وهي نعمةٌ من نعم الله تعالى عليه فينبغي عليه أن يحافظ عليها ولا يستعملها إلاّ في مرضاة الله تعالى، فإذا استعملها الإنسان في النّظر إلى المحرّمات مثل مشاهدة الأفلام الخليعة أو النّظر إلى عورات النّساء كان ذلك زناً مجازياً لتلك الأعضاء، وإنّ هذا الزّنا المجازي بلا شكّ ذنبٌ وينبغي على المسلم أن يتوب منه.
- زنا الأذن والسّمع، فالمسلم مأمورٌ بحفظ أذنه عن الاستماع إلى ما لا يرضي الله تعالى من الأقوال والأحاديث، فإذا سمح لنفسه بذلك سمّي هذا زناً مجازياً يتوجّب عليه التّوبة منه.
- زنا الأركان، فاليد التي تلمس ما لا يحل لها تزني وتعصي الله تعالى، والرّجل التي تمشي إلى الفاحشة وتتواجد في الأماكن التي يعصى الله فيها ترتكب زناً مجازياً.
- زنا اللسان، فاللّسان الذي لا يتورّع عن النّطق بالكلام الفاحش هو لسان يرتكب زناً مجازياً، وعلى المسلم أن يحرص على حفظ لسانه ففي الحديث (وهل يكبّ النّاس على مناخرهم يوم القيامة إلاّ حصائد ألسنتهم ).