تعريف الزنا وأنواعه
مفهوم الزنا وحده
يعدّ الزنا من أكبر الكبائر في الدين الإسلامي، وهو أن يقيم الشخص المسلم علاقةٍ غير شرعيةٍ جنسيةٍ مع امرأةٍ أجنبيةٍ ليست حلاله (ليست زوجته)، حيث يعتبر الزنا من أخبث الذنوب التي قد يقوم بها المسلم لأنّه يؤدي إلى اختلاط الأنساب، وكثرةِ الأطفال اللقطاء، ونزع العاطفة والأمن من المجتمع، فأوجب الإسلام على الزاني والزانية إقامةَ الحدّ الشرعي عليهما؛ ليكونا عبرةً لغيرهما، فالزنا فاحشةٌ كبيرة تلحق الضرر بصاحبه وبالمجتمع بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئةِ التي لا يمكن علاجها والسيطرة عليها كالايدز، فالجلد هو الحدّ الشرعي على الزاني والزانية، فقد قال الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) [النور: 2] ولكن يتوجب وجود أربعة شهودٍ عدولٍ لإقامة الحد على الزاني والزانية.
أنواع الزنا
- الزنا بالاجنبية: وهو زنا المسلم الأجنبي بفتاةٍ أجنبية ليست حلاله في يومٍ عادي، وإقامةِ علاقةٍ غير شرعيةٍ بينهما.
- الزنا بأجنبية بشهر رمضان: هي فاحشةٌ كبيرةٌ لوقوع الزنا بالشهر الفضيل، ويندرج ضمن هذا النوع من الزنا؛ الزنا في البلد الحرام.
- الزنا بالقهر والإكراه: وهو زنا الرجل بفتاةٍ أجنبية باغتصابها رغماً عنها دون رضاها مطلقاً، فلا إثم على الفتاة في هذه الحالة، فقد قال تعالى: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 33].
- الزنا بحليلة الجار: هو فاحشةٌ كبيرةٌ، ومن أفحش أنواع الزنا، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الذنبِ أعظمُ ؟ قال: (أن تجعلَ للهِ ندًّا وهو خلقَك). قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: (أن تقتلَ ولدَك خشيةَ أن يأكلَ معَك). قال: ثم أيُّ؟ قال: (أن تُزانيَ حَليلةَ جارِك) [صحيح البخاري].
- الزنا بالمحارم أو ذات الرحم: وهو الزنا بالأخت، أو البنت، أو العمة، أو الأم، أو ابنة الأخ، أو الخالة، أو الجدة، أو ابنة الأخ أو ابنة الأخت، أو الخالة، وزوجةِ الابن، أو زوجةِ الأبِ، وجميع المحارم الأخرى.
الزنا المجازي
هناك نوعٌ من الزنا، وهو الذي يقوم به العديد من الأشخاص دون علمهم، بأنّهم يقومون بفعل الزنا، وهو التكلم مع أجنبيةٍ عبر الهاتف أو الإنترنت أو غير ذلك من الوسائل بالكلام الفاحش والجنسي، حيث يعتبر هذا الزنا زنا اللسان، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن اللهَ كتبَ على ابنِ آدمَ حظَّه من الزنا،أدرك ذلك لا محالةَ ، فزنا العينِ النظرُ، وزنا اللسانٍِ المَنطِقُ، والنفسُ تَمنَّى وتشتهِي، والفرجُ يصدقُ ذلك أو يكذبُه) [صحيح البخاري].
كفارة الزنا
كفارة الزنا دائماً تكون في الرجوع إلى الله تعالى، والاستغفار والندم، والتوبةِ توبةً نصوحةً صادقةً والله أعلم، فشرع الله تعالى دائماً لعباده فرصة التوبة والرجوع إليه، مهما بلغت الذنوب بشروطٍ معينة وهي:
- الإخلاص والتوبة لوجه الله تعالى عز وجل، دون وجود هدف أخر.
- الإقلاع عن الزنا بشكل كامل.
- الندم على الزنا وعلى الفعل، والإصرار والعزيمة على عدم الرجوع مرةً أخرى.
- أن تكون التوبة قبل الوصول إلى مرحلة الغرغرة عند الموت.