مفهوم الزنا في الإسلام

تعريف الزنا

الزنا الموجب للحد، وهو كما قال العلماء: يتحقق بتغييب رأس الذكر في فرج محرم مشتهى بالطبع من غير شبهة نكاح، ولو لم يكن معه إنزال، فإذا اجتمعت هذه المذكورات كلها، وثبتت بإقرار أو بشهادة أربعة شهداء وجب الحد.[١]

حكم الزنا في الإسلام

حرم الدين الإسلامي ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة خارج الزواج أو بدون زواج حتى لو كانا خاطبين، ويستوجب على من قام بهذا الفعل إقامة حد الزنا عليه، حيث لا تكون العلاقة الجنسية حلالاً إلا بالزواج الشرعي، أو بملك اليمين،أي علاقة الرجل بجاريته التي يملكها بملك اليمين، وهذا ما كان أيام العبودية، فيقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ)، كما يقول تعالى في إقامة حد الزنا: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[النور:2].

أركان جريمة الزنا

تتحقق جريمة الزنا في توافر عدّة أركان تتمثّل في ركن مادي وركن معنوي، فمن شروط الركن المادي في الإسلام ضرورة حدوث وطء طبيعي مُحرم يستوجب إقامة الحد، والوطء المحرم في الإسلام مع عدم وجود رباط زوجي بينهما زوجية أو ملك أو شبهة، حيث اتفق جمهور الفقهاء على أن الإيلاج عنصر رئيسي لوقوع فعل الزنا، أما ما يسبقه من مثيرات فلا تعتبر ركناً مادياً لهذه الجريمة، أما الركن المعنوي فيتمثل في عدم وجود رباط زوجي أو ملك أو شبهة بين الرجل والمرأة.

حكمة تحريم الزنا

  • أن تحريم الزنا يتوافق مع الفطرة الإنسانية من حيث إن الإنسان يغار على عِرضه.
  • أن تحريمه يحد من اختلاط الأنساب، فمن يجيز الزنا فإنه يجيز إدخال من ليس منه في عائلته، فيشارك أفراد أسرته في كل شيء كالميراث وهو ليس من العائلة، ويتعامل مع المحارم وهو ليس محرماً لهم.
  • أن التحريم يحافظ على الأسرة والعائلة، فالزنا يدمر البيوت ويخربها، فعندما يتخذ الزوج أو الزوجة أو كلاهما عشيقاً، فذلك دمار للأسرة وتشتيتها.
  • أنه يحمّي من الأمراض التي تكون بمثابة عقوبة من الله عز وجل نتيجة انتشار هذه الفاحشة، حيث تنتشر العديد من الأمراض الجنسية لدى الشعوب التي تبيح الزنا، ومن هذه الأمراض: مرض الإيدز، والزهري والسيلان، وغيرها.
  • يحافظ تحريم الزنا على كرامة المرأة؛ فإباحة الزنا يؤدي إلى سلب كرامة المرأة، ويجعل منها سلعة رخيصة ومُهانة، فالدين الإسلامي جاء لإكرام الناس خصوصاً المرأة، حيث كانت أيام الجاهلية متاعاً يورَث، ومكاناً للإهانة والتحقير.
  • يمنع ويحد من حدوث الجرائم، فيعتبر الزنا من أكثر أسباب لكثرة حدوث وانتشار جرائم القتل.

المراجع

  1. “تعريف الزنا”، إسلام ويب. بتصرّف.