الإسلام دين السلام
فكرة الإسلام
تكوّنت فكرة السلام والأمان في الإسلام وترسّخت به لتصبح فكرةً أصيلة وعميقة، تشمل جميع جوانبه سواءً في الكون والإنسان والطبيعة وغير ذلك، بحيث تجتمع عقيدة الإسلام وشرائعه على السلام والدعوة الحقيقيّة إليه؛ فالسلام جزء لا يتجزأ من الإسلام، وتَرَسُّخ هذا الفعل يكون في الشكل السلوكي لا القوليّ فقط.
من الأمثلة على السلام في الإسلام أنّنا نجد مثلًا في الغزوات عبر التاريخ أو ما يمكن تسميته بالفتوحات الإسلاميّة أنّ أوّل مهمات هذه الغزوة الحفاظ على البيئة وعدم الدعوة إلى قطع الشجر مثلًا، وعدم التعرّض إلى كبار السن، وعدم التعرض للنساء والأطفال، وأيضًا عدم التعرّض للمتعبّدين، وهنا نبرهن على فكرة التطبيق السلوكي من خلال التّعامل به وتطبيقه، وننوّه إلى أن الإسلام يُنكر دائمًا حروب الاستعمار والاستبعاد، ويعتبر الإسلام أنَّ الكون وأفراده على شكل أسرة كاملة فيما بينهم، وهكذا يدعو الإسلام وهذا ما يسعى دائمًا إلى ترسيخه وتطبيقه.
السلم والحرب
السلم قاعِدة مُهمّة وراسخة في الإسلام، الهدف الأساسي من السلم هو تأمين البشريّة من الخوف ونشر الخير بينهم، وتطبيق العدل المُطلق في الأرض، والإسلام ما دَعى في بدايته إلى القسوة؛ بل أمر الله تعالى أن تسلك الدعوة، ويُقيمها سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وتُمارس الجدل بالحسنى والإقناع بالحجّة والدليل في غير قسوة وغلظة، وهذا يتّضح بقوله تعالى “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ “، وهنا نجد أنّ الإسلام دين السلام، وهذا فعلًا ما وجدناه خلال دعوته؛ بل العكس تعرّضت الدعوة للقسوة دون أن يُبادر الإسلام كمثل هذه القسوة دون أيّ وجه حق.
السلام بمجمله
قبل أن نَبحث السلام في الإسلام علينا ترسيخ السلام في ضمائرنا، ذلك لنعي تمامًا كيفيّة تحقيقه؛ لأنّ للفرد في الإسلام قيمة كبيرة، ومُطالب أن يزرع السلام في روحه لينشر بعد ذلك، ويأتي بنظرةٍ حسنة عن دينه، ومن هذا المنطلق علينا ترسيخ السلام حتى نستطيع عكس الصورة الصحيحة عن الإسلام وسلمه.