كيف دعا الإسلام إلى العلم

طلب العلم في الإسلام

جاء الدِّين الإسلاميّ حاملًا معه شعلتيّ العلم والتَعلّم؛ لذلك جاء ذكر العلم في القرآن الكريم في أكثر من آية، حيث كانت أول كلمة نزلت على سيّد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء هي “اقرأ” من سورة العلق، ثُمّ تلتها السُّورة الثّانية الّتي حملت اسم سورة القلم؛ والقلم هو رمز العلم، ثُمّ توالت بعد ذلك الآيات الكريمة الّتي توضّح أهمية العلم وفضل العلماء على سائر النّاس، حيث قال الله تعالى:”هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون” وقال سبحانه:”إنمّا يخشى الله من عباده العلماء”.

العلم لغةً هو الكلمة المرادفة للجهل ونقص المعرفة، أمّا اصطلاحاً فمعناه إدراك واستيعاب المعرفة والمعلومة على الوجه الصَّحيح والاستفادة من تلك المعرفة الحقيقيّة. والعلم هو من الأمور الأساسيّة الّتي تقوم عليها الحضارات والأمم.

حكم طلب العلم في الإسلام

طلب العلم في الإسلام ينقسم إلى قسمين:

  • علمٌ واجبٌ وفرضٌ على كُلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وهو العلم الدِّينيّ أو الشَّرعيّ ويُقصد به تعلّم أحكام وتعاليم الدِّين الإسلاميّ ونواهيه على الوجه الصَّحيح من مصادره الموثوقة.
  • علمٌ مستّحبٌ وهو فرض كفايةٍ إذا قام به البعض سقط عن البقية، وهو تعلّم العلوم الحياتيّة من طبٍّ، وهندسةٍ، واقتصادٍ، وتدريسٍ، ومِهنٍ حرفيّةٍ، وزراعةٍ، وصناعةٍ وغيرها؛ للارتقاء بالمجتمع والنُّهوض به وتحقيق الاكتفاء الذَّاتيّ على جميع الصُّعد. حيث قال صلى الله عليه وسلم:”من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنّة”.

دعوة الإسلام إلى العلم

  • خاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين بقوله اقرأ ثُمّ “ن والقلم وما يسطرون”.
  • امتدح الله في كتابه العزيز العلم وأهله.
  • أثنى الرَّسول صلى الله عليه وسلم على العلماء ورفع من قدرهم وجعلهم ورثة الأنبياء.
  • بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعضًا من أصحابه إلى تعلّم لغات الأقوام الأخرى حتّى يتمكّنوا من مخاطبتهم بلغتهم؛ فمن عرف لغة قومٍ أَمِن شرَّهم وأذاهم.
  • خصّص الله سبحانه وتعالى للعلماء مزيدًا من الأجر والمثوبة لما يقدمونه للأمة من العلم النَّافع الذي يُيسر عليهم أمور حياتهم الدُّنيويّة.
  • نهى الإسلام وتوعدّ بالعذاب الشَّديد في الآخرة لمن كتم العلم، أو أخفاه، أو ضلّل به النّاس.
  • اهتمّ الإسلام بالعلم الّذي يقوم على الحقيقة المُثبتة الّتي يتقبّلها العقل السَّليم، وحارب كُلّ أشكال العلم الّذي يقوم على التّنجيم، والتَّكهن، والشَّعوذة، واعتبرها من العلوم المُحرّمة لمزاولها ولمن سعى للأخذ بها.
  • دعا إلى إعمال العقل، والاستنباط، والتَّفكُر في آيات الله في الأرض والسَّماء وفي النَّفس؛ فالتأمّل مفتاح الإبداع العلميّ وسببٌ لكثيرٍ من الاختراعات في مختلف العصور.