كيف يكون حسن الظن بالله
حسن الظنّ بالله
يقول الله تعالى في الحديث القدسيّ “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”، وبالتّالي حسن الظنّ هو عبادة قلبيّة تنبُع من داخلِ قلبِ المؤمن، ولا يُمكن الإيمانُ بالله عزّ وجل دون اليقين والثقةُ به، وهناك الكثير منَ الأشخاص الذين يجهلون حقيقة حسنُ الظّنّ بالله وأهميّته ولا يفهمونمعناه الحقيقيّ، لذلك على المؤمن دائماً أن يكون حسن الظّنّ بالله والعملِ عليه، وسنتعرّف من خلالِ هذا المقال عن كيفيّة حسنِ الظّنّ بالله عزّ وجلّ.
إنّ حسن الظّنّ بالله طمأنينة وراحة لقلبِ المؤمن وأيضاً سعادةٌ له في الدّنيا والآخرة، ويجب أن يكون المؤمن حسَن الظّنّ بالله عند نزول المصائب وعند الموت وعند لقائه، فعَنْ جَابِرٍ رضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَث يقولُ: ” لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ”، فالمؤمن يسلّم نفسَهُ إلى الله تسليماً كاملاً يوقن بما عندَ الله من خير، لذلك سمّيّ الإسلامُ بالإسلام لأنّ المؤمن يسلّم جميع جوارحهِ وعقلهُ وقلبه لله سبحانه وتعالى وهو واثق بعدله وحكمته.
كيف يكون حسن الظنّ بالله
- الإيمان بأسماء وصفات الله الحُسنى: منَ المعروف أنّ الله تعالى لهُ 99 اسماً وصفها لنا، وأيّ شكّ في صفة من صفات الله يوقع الإنسان بسوء الظّنّ، فقد قال ابن القيّم رحمهُ الله: “وأكثرُ النّاس يظنّون بالله ظنّ السّوء فيما يختصّ بِهم، وفي ما يفعلهُ بغيرهِم، ولا يسلم من ذلك إلّا من عرفَ الله وأسماءهُ وصفاته، وعرفَ موجبَ حكمته وحَمده”، وبالتّالي على المؤمن ألّا يوقع نفسهُ في شكٍّ في صفاتِ من صفاتِ الله تعالى، وعليه أن يؤمنُ بها جميعاً.
- اجتناب المنكرات: المؤمن ليس مَعصوماً عنَ الخطأ، لكنّهُ مُحاسب إذا لم يتب عنهُا، وبالتّالي على المؤمن الحقيقيّ أن يتوبَ إلى الله بعد ارتكابهِ لكلّ معصية وهو يوقِن ويؤمِن بأنّ الله سَيغفر لهُ ما تقدّمَ من ذنبه وما تأخّر، وأيضاً عندَ الابتعاد عن المُنكرات مثل شرب الخمر والزّنا والرّبا وغيرها من المنكرات، يجب أن يوقن بأنّ الله سيجازيه خيراً على ما يصبر عليه من المَعاصي.
- معرفة كرمِ الله تعالى: على المؤمن أن يوقن بأنّ خزائنَ السّماوات والأرض بيد الله تعالى، وأنّ العطاء لا يُنقص ما عندَ الله شيئاً، وأنّ امتناع الله لعبدهِ ليس بخلاً منهُ وإنّما لحكمَة قد وضعها الله لخيرِ العبد، فالإيمانُ بهذا الكرم وشكرِ الله على النّعم الموجودة والرّضى بما آتاه الله مَنها هو حسنِ الظنّ بالله، فقد قال الله تعالى: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ” سورة البقرة:آية 216.
- الإقبالِ على الطّاعات: الإنسان المؤمن يحسنُ الظّنّ بالّله ويخلص في عبادته وطاعته، فعلى سبيلِ المثال إنسان يُصلّي جميع الصّلوات يوقن بأنّ الله سيجازيه على طاعاتهِ وأنّ الله لا يضيّعَ أجرَ المحسنين.