ما مقدار زكاة الفطر بالكيلوغرام
مفهوم الزكاة
الزكاة في اللغة تعني النماء، والزيادة، والبركة، والمدح، والثناء، والصلاح، وصفوة الشيء، والطهارة حسية أو معنوية، وتطلق الزكاة على ما ينفقه المتصدق من مال، وفي الشريعة الاسلامية تعرف الزكاة بأنّها الركن الثالث من أركان الاسلام الخمسة، وهي فرض عين على كل مسلم صغيراً كان أم كبيراً، ومن لم يخرجها يؤثم، وعلى المعيل أن يدفع مقدارها عن كلّ مَن يعيله من صغار ونساء قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [البقرة: 43].
مقدار زكاة الفطر بالكيلوغرام
تقدر زكاة عيد الفطر بثلاثة كيلوغرامات بالوزن، وهو ما يعادل صاع النبي صلى الله عليه وسلم، ويعادل أربع حفنات بكلتا اليدين من قوت البلد كالشعيرة، أو القمح، أو الأرز، أو التمر، علماً أنّها لا تجوز نقداً.
أهمية زكاة الفطر
فرضت زكاة الفطر في السنة الثانية للهجرة، أما أهميتها فتكمن في سدّ نواقص صيام الصائم من لهو ورفث، وتطهير النفس من الشح والبخل، وإطعام المسكين، وزيادة التكافل بين أبناء المجتمع المسلم ليغدو كالجسد الواحد، فلا ينقسم إلى قسمين أحدهم يفرح ويلهو ويلبس الجديد، والآخر جالس عل قارعة الطريق لا يعرف الابتسامة.
على من تجب زكاة الفطر
اختلفت المذاهب في هذا الباب فالمذهب الشافعي رجّح أنّ زكاة الفطرة واجبة على من يملك قوت يوم وليلو العيد، فيما يرى المذهب الحنفي أنّ زكاة الفطر تجب على من ملك نصاب زكاة الأموال العادية أي أنّها واجبة على من ملك مئتي درهم من الفضة، أو مثقالاً من الذهب، وقد استحب العلماء أن تخرج زكاة الفطر عن الجنين قبل أن يولد، ورجح هذا الرأي عدد من الفقهاء مثل ابن عمرو وابن عباس.
وقت إخراج زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر بغروب شمس ليلة عيد الفطر، والأفضل أن تُخْرَج صباح العيد قبل أداء الصلاة؛ فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ أمر بزكاةِ الفطرِ أن تُؤدَّى قبلَ خروجِ الناسِ إلى المُصلى وقال مرةً: إلى الصلاةِ) [صحيح]؛ ولأنّ المقصود منها إغناء الفقراء في هذا اليوم عن السؤال، من أجل أن يشاركوا الموسرين في الفرح والسرور.
يجوز تقديم الزكاة قبل يوم العيد بيوم أو يومين لما رواه البخاري أنّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يعطيها -أي صدقة الفطر- الذين يقبلونها، وكان يؤديها قبل الفطر بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد لغير عذر، فإن أخرها لغير عذر لم تقبل منه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ من الصَّدقاتِ) [حسن]، أما إن كان التأخير لعذر كأن يصادفه العيد في مكان ليس عنده ما يدفع منه، أو من يدفع إليه، أو يأتي خبر العيد مفاجئاً بحيث لا يتمكن من إخراجها قبل الصلاة، أو يكون معتمداً على شخص في إخراجها، فينسى ذلك الشخص أن يخرجها، فله في هذه الحالة أن يخرجها ولو بعد العيد؛ لأنّه معذور في ذلك كله.