مقدار زكاة الفطر بالكيلو للأرز

الزكاة

فرض الله عزّ وجل على عباده أنواعاً عديدةً من الزكاة؛ كزكاة المال، وزكاة الزرع، والذهب، والفضة، وغيرها الكثير، وجميع هذه الزكوات فرضت على المال؛ فهي تزكيةٌ للمال، بينما هناك زكاة واحدةًفرضت على الأشخاص لتزكيتهم وتزكية نفوسهم، ألا وهي زكاة الفطر؛ حيث يتمّ إخراجها من غالب قوت أهل البلد كالأرز والقمح والتمر.

مقدار زكاة الفطر

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كنا نخرج إذ كان فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ عن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، حرٍّ أو مملوكٍ صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من أَقِطٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، أو صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من زبيبٍ) {صحيح مسلم}.

الصّاع النبويّ يُعادل أربع حفناتٍ باليدين المعتدلتين الممتلئتين، ولكن هنالك فرقٌ من يدٍ لأخرى؛ فهناك الكبيرة والصغيرة فتختلف المكوّنات حينئذٍ، لذا قد تمّ حساب مقدار الصاع النبوي بالكيلوغرام لسهولة التقدير، فوجِد أنّه يعادل وزن ثلاثة كيلوغرامات تقريباً، فمثلاً من أخرج زكاة فطره صاعاً من الأرز، وجب عليه إخراج ثلاثة كيلوغرامات منه.

الحكمة من فرض زكاة الفطر

فرض الله عزّ وجل زكاة الفطر على عباده كي يُطهّرهم ممّا أحدثوه أثناء صيامهم كاللّغو، والكلام الفاحش والألفاظ البشعة والمخالفات الشرعية، والتي تضرّ بالصيام وتنقص أجره وثوابه؛ ففي الزكاة جبرٌ للصيام، وتعويضٌ للخلل والنّقص الذي طرأ عليه، وهي زكاةٌ للنفس والبدن، وبها يتقرّب العبد من ربّه أيضاً ويشكره على ما أنعم عليه وتفضّل، كما أنّها طعمةٌ للمساكين والمحتاجين، فتًعينهم على سدّ حاجاتهم وشراء مستلزماتهم، وتُغنيهم أيام العيد عن مدّ يدهم وسؤال الناس، كما تُدخل السرور والفرح على قلوبهم، وهي تزيد أواصر المحبة والصلة بين الفقراء والأغنياء، فتجعلهم يداً واحدةً يسند بعضهم بعضاً.

حكم زكاة الفطر

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ){صحيح البخاري}؛ فزكاة الفطر فرضٌ على كلّ مسلمٍ يملك فائضاً عن حاجته، والفائض ما زاد عن حاجته وحاجة عياله من الطعام في يوم العيد وليلته، وهو ملزمٌ بدفع هذه الزكاة عن نفسه وعن زوجته وأولاده وعن من تجب نفقته عليه، كما يُستحبّ إخراج الزكاة عن الجنين في بطن أمّه، ومن ترك زكاة الفطر ولم يؤدّها لمستحقّيها فهو آثمٌ ويجب عليه قضاؤها.

وقت زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر عند غروب آخر يومٍ من أيّام شهر رمضان المبارك، ومن السنّة إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، كما يجوز التبكير في إخراجها بيوم أو يومين قبل العيد كما كان يفعل صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن من تأخرّ في إخراجها بعد صلاة العيد فلا تُعتبر زكاة فطرٍ بل تعدّ صدقةً عاديةً.