أين دفن سيدنا إسماعيل
قصص سيدنا إسماعيل القرآنية
يتناقل عوام النّاس كثيراً أخباراً وقصصاً عن أنبياء الله ومكان قبورهم، والحقيقة التي أكّدها العلماء أنّه لم يثبت قبر لنبيّ إلاّ لسيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام وقبره في المدينة المنوّرة، وكذلك على الرّاجح من أقوال العلماء قبر سيّدنا الخليل إبراهيم عليه السّلام، ومن بين القبور التي وردت عنها روايات وأخبار قبر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السّلام، فما هي سيرة إسماعيل عليه السّلام ؟، وما هي حقيقة دفنه في البيت الحرام؟.
تحدّث القرآن الكريم عن النّبي إسماعيل عليه السّلام في أكثر من موطن، فهو من أنبياء الله الصّالحين الذين وحّدوا الله وأمروا الناس بالتّوحيد، وهو المولود الذي بشّر به نبي الله إبراهيم عليه السّلام من بعد انتظار طويل، وقد تزوج إبراهيم بامرأة أنجبت له ولداً، وحدث أن أمر الله إبراهيم عليه السلام بالتوجه إلى مكة التي كانت وادياً خالياً من السكان والزرع صحراء مقفرة، وهناك ترك إبراهيم ابنه وزوجته متوكّلاً على الله تعالى مصدّقاً بأمره، وفي هذه المنطقة المقفرة ظلّت أم إسماعيل تبحث عن الماء لكي تشرب منه وابنها حتّى أرسل الله جبريل فضرب الأرض فأخرجت ينبوع ماء سمّي بزمزم، ثمّ أتت قبائل جرهم إلى إسماعيل وأمه وسكنت معها وهنا بدأت الحياة تدبّ في هذا البقعة المباركة.
بناء الكعبة
عندما كبر إسماعيل عليه السّلام جاءه والده إبراهيم مبيّناً له أمر الله تعالى لهما ببناء الكعبة، فرفع إبراهيم واسماعيل قواعد البيت وهم يدعون الله أن يقتبّل منهما هذا العمل وأن يبعث في ذريّتهما رسولاً يكون هادياً للبشريّة يعلّمها الكتاب والحكمة ويزكّيها، فأتمّوا بناء الكعبة وهي منذ ذلك الحين بيت الله الحرام الذي تقصده النّاس من كلّ مكان للعبادة.
ويذكر القرآن الكريم فضيلة لنبيّه إسماعيل عليه السّلام حيث رأى أبوه إبراهيم في المنام أنّه يذبحه وكما يعلم بأنّ رؤيا الأنبياء حقّ، فجاء إلى ابنه ليعلمه برؤياه فقال له بلسان الصّابر المؤمن: “يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إنّ شاء الله من الصّابرين”، وقد فداه الله بذبح عظيم ونجّاه من الامتحان بصبره وإيمانه.