مقام النبي يونس
نبي الله يونس عليه السلام
هو نبي الله يونس بن متّى بن ماثان بن سليمان، أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى في الموصل في العراق، من أجل دعوتهم لعبادة الله، وتوحيده دون الإشراك به، وترك عبادة الأصنام التي كانت موجودة، وقد لقب النبي يونس بـ”ذي النون”، حيث تعني كلمة “النون” الحوت، وذلك نسبة لقصة سيدنا يونس مع الحوت الذي ابتلعه.
قصة يونس عليه السلام
حاول يونس عليه السلام جاهداً إقناع قومه بعبادة الله، وترك ما دون ذلك، وتحذيرهم من عبادة ما لا يضرّ ولا ينفع، إلا أنهم كانوا يصرون على كفرهم، وشركهم، متجاهلين دعواته وخوفه عليهم، مما جعله يتوّعدهم بعذاب شديد من عند الله تعالى، وخرج من عند قومه غاضباً، وعندما بدأت علامات غضب الله بالنزول على قوم يونس، وأدركوا أنّ الله موجود، وآمنوا به، فأخذوا يبحثون عن يونس ليطلبوا منه الدعاء لله لرفع غضبه عنهم فلم يجدوه، فرفع الله عنهم عذابه لصدق إيمانهم.
أما سيدنا يونس، فكان في طريقه يسير وحيداً، حتى وصل الشاطئ، ورأى سفينة تستعد للرحيل، فطلب مرافقتهم، وما إن وصلت السفينة إلى عُرض البحر، أخذ البحر بالإضراب والهيجان، فأدركوا أن هناك من عصى الله على متن السفينة، فلجؤوا للسهام لتحديد العاصي، وكان السهم يشير إلى سيدنا يونس في كل مرة، فقاموا برميه في البحر، وعندها ابتلعه حوت ضخم، وغاص به في ظلمات البحر، وكانت المعجزة التي حدثت بأمر من الله تعالى، بأن لا يصيب يونس أي مكروه في بطن الحوت، فبقي سيدنا يونس يسبح الله ويستغفره، ويردد دعاء: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، حتى استجاب الله تعالى له، وأمر الحوت بإخراج سيدنا يونس، وإلقائه على اليابسة، وكان هزيلاً ضعيفاً عند خروجه، فأنبت الله له شجرة، ليأكل منها، ويستظل بها، حتى استرد عافيته وصحته، ومن ثمّ عاد إلى قومه وفرح بإيمانهم وتقواهم.
مقام النبي يونس
لا توجد أدلة تاريخية أكيدة على المكان الذي توفي فيه النبي يونس عليه السلام، ولهذا هناك مقامان له، الأول موجود في كفرا القديمة في لبنان، محاطاً بالآثار، والأعمدة المزركشة، وبعض الحجارة المنقوشة برموز تاريخيّة، إلا أن الكثير من هذه الآثار تعرّضت للسرقات والتكسير، أمّا المقام الثاني، فموجود في شمال شرق نهر دجلة فوق تلة النبي يونس أو ما يسمّى بتلة التوبة، في الموصل، في العراق، وهي المكان الذي عاش فيه النبي يونس، وتمّ بناء مسجد هناك باسم جامع النبي يونس.