مقام النبي إبراهيم

سيدنا إبراهيم عليه السلام

عُرف سيدنا إبراهيم بأنه من أولي العزم من الرسل، حيث بذل كل جهوده في الدعوة إلى سبيل الله، وعرض نفسه للهلاك، عاش سيدنا إبراهيم عليه السلام في العراق، في مدينة بابل، وكان الناس في ذلك الوقت يعبدون الأصنام، ولم يكن سيدنا إبراهيم مثلهم، بل كان متفكراً وحكيماً، وتمكن برجاحة عقله، ووحي الله له أن يعلم أنه لا بد أن يكون لهذا الكون إله واحد جبار، وعزم على دعوة قومه لعبادة الله وحده لا شريك له.

كان والد سيدنا إبراهيم من عبدة الأصنام وصانعيها، فأراد سيدنا إبراهيم أن يدعو والده وقومه لعبادة الله بطريقة حكيمة، وبدليل عملي، فانتظر حتى خرجوا جميعهم من المعبد، ودخل وحطّم الأصنام جميعها، ما عدا أكبر صنم كان موجوداً هناك، ووضع الفأس على رقبته، ثم ذهب خارجاً، وعندما عاد قومه استشاطوا غضباً، وعلموا أنه لا بد أن إبراهيم هو من فعل ذلك، فأخبرهم سيدنا إبراهيم أنها فعلة كبير الأصنام، وحتى أن يتأكدوا فعليهم سؤاله، فزاد غضب قومه، وبدأوا يحاجوه، وأشعلوا ناراً عظيمة ليرموه فيها، إلا أنها وبأمر من الله، كانت برداً وسلاماً عليه، ولم يصبه أذى، وهذه كانت معجزة سيدنا إبراهيم الأولى.

سيدنا إبراهيم في مكة المكرمة

تزوّج سيدنا إبراهيم بالسيدة سارة، وهي أول من آمن به مع النبي لوط عليه السلام، ورزق سيدنا إبراهيم بالنبي إسحق منها، كما تزوج أيضاً السيدة هاجر، والتي رزق منها بالنبي إسماعيل الذي بنى مع سيدنا إبراهيم ببناء قواعد البيت الحرام في مكة، وهنا حدثت معجزة أخرى مع سيدنا إبراهيم، حيث طلب منه الله تعالى في رؤياه أن يذبح ابنه إسماعيل تقرباً له، وهمَّ سيدنا إبراهيم لفعل ذلك، حتى فدى الله إسماعيل بكبش عظيم من عنده.

مقام سيدنا إبراهيم

يبعد مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام عن بوابة الكعبة المشرفة الأمامية عشرة أمتار فقط، حيث يتكون المقام من حجر أثري، وهو الحجر الذي وقف عليه سيدنا إبراهيم منادياً الناس للحج، وما تزال آثار قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام في ذات الموضع حتى يومنا هذا، ويتخذ الحجر شكلاً مربعاً، لونه ممزوج بين الصفرة والسواد والبياض، ويبلغ ارتفاعه نصف متر تقريباً، تمت تغطيته بواجهة زجاجية مغطاة بالنحاس، بينما أرضيته رخامية، ويصلي المسلمون خلف هذا المقام أثناء أداء الحج، استجابةً لأمر الله تعالى، حيث نزل في كتابه الكريم: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة: 125].