بماذا يسمى جامع يعقوب المنصور بمراكش
جامع يعقوب المنصور
عُرفَ جامع يعقوب المنصور في مراكش المغربية بعدّة مسميّات عبر التاريخ، ومن أبرز هذه المسميّات مسجد المنصور الموحديّ، وجامع المنصور، وجامع القصر، وجامع مولاي يزيد، والجامع الكبير والأعلى، بالإضافة إلى اسم الجامع الأعظم الاعلى، ويعودُ تاريخ تشييده إلى الفترة التاريخيّة الممتدة ما بين 1185-1190م خلال توّجهه إلى الأندلس.
يقوم المسجد في قلب مدينة مراكش في المغرب العربيّ، وقد احتاج بناء المسجد إلى أخماس غنائم الروم التي اكتسبها الموحدين في غزوة الآراك، وتصل مساحة هذا المسجد العريق إلى 5052.5 م²، بطول يمتدّ إلى 77.50 متراً، ويصل عرضه إلى 71 متراً، ويشار إلى أن المسجد قد خضع لعدّة إصلاحات وترميمات على مرّ العصور اللاحقة كعصريّ السعديّ والعلوي، ويتألّفُ جامع يعقوب المنصور من قاعة الصلاة المتعامدة مع حائط القبلة، وترتفع فوق هذه القاعة ثلاث قباب، تتوزّع هذه القباب أمام المحراب، والقبتان الأخريتان إلى يمين وشمال المحراب، وتمتاز واجهة المسجد بالضخامة، كما للمسجد عددٌ من الشرفات المسنّنة، والأقواس القائمة بالأعمدة المثقلة بالنقوش.
يحظى المسجد بأهميّة كبيرة من الناحية التاريخيّة والدينيّة، فقد بويع عدد كبير من الخلفاء في قلب هذا الجامع، فكان الخليفة إدريس بن يعقوب الموحدي أول من بويع في الجامع، وتتالت البيعات فيه وصولاً إلى خطيب الجامع محمد بن علي الدمتانيّ.
يعقوب بن يوسف المنصوري
هو يعقوب بن يوسف المنصور بالله المكنّى بأبي يوسُف، ويعرف أيضاً في كتب التاريخ باسم يعقوب الخليفة الموحد، ويعتبر الموحّد السلطان الثالث بين سلاطين دولة الموحدين في بلاد المغرب، وشهدت فترة حكمه لبلاد المغرب ازدهاراً كبيراً وتطوّراً ملموساً، فبنى عدداً من المساجد في مراكش من بينها مسجد الكتبية.
حقّق يعقوب بن يوسف المنصور عدداً من الانتصارات، خاصّة في معركة الأراك الواقعة في التاسعة عشر من شهر يوليو عام 1195م لذلك حظي بلقب المنصور بالله، وامتدّت فترة حكمه منذ 1184م حتّى تاريخ وفاته عام 1199م في مراكش.
يعودُ الفضل لأبي يوسف في بناء صومعة الكتبية والجامع الأعظم وجامع حسان، ومدرسته الجوفيّة ومسجد سلا الكبير، كما شيّد مسجد “الجيرالد” في أشبيلية.
خاض يعقوب المنصوريّ غزوة الآراك التي اشتبك بها مع الروم في الجزء الشماليّ من قرطبة بالمنطقة القريبة من قلعة رباح في مرج الحديد، وكان النصر حليف الدولة الموحديّة بفضل بطولة رجالها وصبرهم، وحصل المسلمون على غنيمة من الفرنج قدّرت بستين ألف درع، وعدد كبير من الدواب.