لماذا سمي بيت الله الحرام
بيت الله الحرام
يقع المسجد الحرام أو بيت الله الحرام في قلب مدينة مكّة المكرمة، في غرب المملكة العربية السعودية، وهو أعظم مسجد في الإسلام، وأوّل مكان لعبادة الله على الأرض، وأول المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو قبلة المسلمين في الصلاة، حيث يستقبلونها ليفوا بشرط من شروط الصلاة بقوله تعالى: “وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”، ومن أكثر المساجد فضلاً، حيث يضاعف فيه أجر العبادات، وتعادل الصلاة فيه مئة ألف صلاة، وإليه يتوجّه المسلمون من كلّ بقاع الأرض لأداء فريضة الحج.
سبب تسمية الكعبة بيت الله الحرام
جعل الله من الكعبة المشرفة حرماً آمناً، فهو بيت الله، ولا تستحلّ فيه الحرمات، ولا يقتل فيه طير أو إنسان أو حيوان أو تقلع شجرةً، بقوله تعالى: “جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ”، فقد وصف الله الكعبة بالبيت الحرام، وجعل منها مكاناً مقدساً، والمقصود بالحرام كلّ شيء فيه تعظيم للبيت، وعند تحريم البيت يعمّ الأمن والأمان، حتى الطير يجول في سمائه آمناً، لأنّها أمنت على نفسها وعلى رزقها في بيت الله، كما سمّي بيت الله الحرام بهذا الاسم، لأنّ الله تعالى حرّم القتل فيه منذ فتح مكة، ودخله الرسول عليه السلام منتصراً، وقال الرسول صل الله عليه وسلم يوم فتح مكة، “إنَّ هذا البلدَ حرَّمَهُ اللهُ يوم خلقَ السماواتِ والأرضِ، فهو حرامٌ بحرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ، وإنَّهُ لم يَحِلَّ القتالُ فيهِ لأحدٍ قبلي، ولم يَحِلَّ لي إلا ساعةً من نهارٍ، فهو حرامٌ بحرمَةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ، لا يُعْضَدُ شوكُهُ، ولا يُنَفَّرُ صيدُهُ، ولا يُلْتَقُطُ لقطتُهُ إلا من عرَّفها، ولا يُخْتَلَى خلاهُ” . فقال العباسُ : يا رسولَ اللهِ، إلا الإذخرُ، فإنَّهُ لِقَيْنِهِمْ ولبيوتهم، قال : (إلا الإذخرُ)”.
الكعبة المشرفة
بنت الملائكة الكعبة المشرفة أوّل مرة قبل آدم عليه السلام، حيث كانت من ياقوتة حمراء، ورفع البناء إلى السماء أيام الطوفان، ثم قام سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهم السلام بإعادة بناء الكعبة بعد الطوفان، بعد أن أوحى له الله بذلك بقوله تعالى، (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، ثم جاءه جبريل بالحجر الأسود، وبقيت الكعبة على حالها، حتى أعيد بناؤها بعد عام الفيل بثلاثين عاماً على يد قريش أيام الجاهلية، حيث أرادت سيدة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النيران في الكعبة واحترقت وضعف بناؤها، وبعدها جاء سيل حطم أجزاءً منها، عندما حدث الحريق الكبير فيها، ثم بنى الرسول عليه السلام الكعبة بمشاركة أعمامه، ووقتها أرادت قريش وضع الحجر الأسود، واختصموا فيما بينهم على من يرفع الحجر الأسود، ثمّ اتفقوا على أن يحكم بينهم أوّل رجل يخرج عليهم، فكان الرسول عليه السلام، فقضى بينهم، وجعل الحجر الأسود في كساء ورفعه زعماء القبائل، ثمّ ارتقى الرسول عليه السلام ووضعه بيده في مكانه.