أين يقع مسجد أحمد بن طولون

أحمد بن طولون

هو أمير مصري، مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام، وُلد عام ثمانمائة وخمسة وثلاثين للميلاد، حيث كان زوجاً لابنة الوالي التركي برقوق، وقد قام الأخير بتوليته على مصر وكان ذلك في عام ثمانمائة وثمانية وستين للميلاد، وبعد خمس سنوات تولّى الشام، وبعدها استقل ابن طولون بولايته على مصر والشام، ثمّ بعد أن توفى توالت سلالته على حكم مصر لمدّة ثمانية وثلاثين عاماً، وقد قام ابن طولون ببناء عاصمة جديدة أطلق عليها اسم القطائع، وبعد أن قام بتأسيسها أمر ببناء قصره الضخم، ثمّ داراً للإمارة، وملعب، ومستشفيات، وبيوت، وجامع ضخم، والمعروف باسم مسجد أحمد بن طولون، فأين يقع هذا المسجد؟

موقع مسجد أحمد بن طولون

إن سبب بناء هذا المسجد هو شكوى الناس من ضيق مسجد العسكر، حيث قام ابن طولون بإقامة هذا المسجد في عام ثمانمائة وستة وسبعين للميلاد، ودامت فترة بنائه حوالي سنتين، وقد عُرف ذلك من خلال لوحة رخامية مثبّتة على دعامة من دعامات المسجد، وتم بناء المسجد على مساحة حوالي ستة فدادين، فوق جبل يسمى يشكر، وسط مدينة القطائع، في دولة مصر، حيث كلف بناءه ما يقارب المائة وعشرين ألف دينار، حيث تمت مراعاة الجوانب الهندسية أثناء بنائه، وتُعد مئذنته من أقدم المآذن الموجودة في مصر، وشكل المئذنة ملوي مدرج.

التصميم

يصل طول المسجد إلى مائة وثمانية وثلاثين متراً، وعرضه حوالي مائة وثمانية عشر متراً، يوجد في وسطه قبّة محمولة يوجد في وسطها حوض لتمكين الناس من الوضوء، وبالنسبة لشبابيكه فهي من الجص، متنوّعة الشكل، ويوجد في القبة باب صغير يؤدّي إلى دار الإمارة، ويوجد في أوسط قبلة الجامع المحراب إلا أنّه لم تبق من ملامحه القديمة، سوى الأعمدة الرخامية، ويوجد بجانب هذا المحراب منبرٌ قام بإنشائه السلطان لاجين والذي جاء مكان منبر ابن طولون القديم، قد تمّت صناعته من الخشب، بأشكال هندسيّة، وزخارف بارزة، علماً بأنّ هذا التجديد لم يتمّ إلا في الحشو، ولكن ما يظهر من أمور بارزة فإنّها هي ذاتها معالمه الأصلية.

المزايا

تمّ عمل إصلاحات في المسجد من قبل السلطان لاجين، حيث أعطى أوامره بصناعة ساعة للمسجد، وفي عصر الأيوبيين تحول المسجد إلى جامعة لتدريس المذاهب الفقهية، وكذلك الطب، والحديث، إلا أنّه رغم ذلك يُعدّ المسجد الوحيد الذي لم يتغيّر شكله، عما كان عليه في السابق، فلا يزال يزهو بزخارفه الإسلامية، فهو مثال نادر للفن والعمارة الإسلامية، مع أنه يأخذ المركز الثالث بين المساجد التي أنشئت في مصر، فمسجد عمرو بن العاص يحتل الصدارة، ثم مسجد العسكر، ولكن مسجد ابن طولون هو الوحيد الذي حافظ على آثاره القديمة.