أين يقع قبر سيدنا علي
مكانة عليّ – رضي الله عنه-
عليٌّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشميّ القرشيّ، أمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة، وهو ابن عمّ الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ورابع الخلفاء الراشدين، وقد بشّره الله سبحانه وتعالى بالجنة فهو بين العشرة المبشّرين بها.
أسلم عليّ بن أبي طالب قبل هجرة الرسول الكريم، وكان من أوّل من دخلوا الدين الإسلاميّ من الصبيان، فقد كان يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، ورافق الرسول الكريم كثيراً.
ولادة سيّدنا عليّ بن أبي طالب
وُلِد عليّ في مكة المكرمة، واختُلِف في أمر ولادته في جوف الكعبة، فمنهم من أكّد ذلك وآخرون نفوا ذلك، وقد قال المستدرك للحاكم النيسابوري: ” تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدتْ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في جوف الكعبة “، ولم يُحدّد تاريخ دقيق لمولده فمنهم من أرّخه بتاريخ 13 آذار من عام 599 ميلاديّ، ومصادر أخرى أرّخته بتاريخ 23 تشرين الأول من عام 599 ميلاديّ.
إسلامه
كان سيّدنا عليّ من أوّل الصبيان الذين آمنوا بالدّعوة الإسلاميّة، فقد دعاه الرسول الكريم مع أقاربه، ليكون ثاني أو ثالث من آمنوا به، وقد عُرف عليّ بقوّة إيمانه، وبراعته في المحاربة، كما أنّه كان ذا حكمة، وشارك في جميع غزوات الرّسول إلّا غزوة خيبر، وبايعه النّاس في المدينة المنوّرة عام 35 للهجرة؛ ليكون خليفة بعد عثمان بن عفّان- رضي الله عنهما-، وحكم لمدّة خمس سنوات.
دور سيّدنا علي في الهجرة
لقد كان لعليّ -رضي الله عنه- دور كبير في الهجرة، فقد اجتمع رأي المشركين على أن يقتلوا النبي محمّداً وهو نائم في فراشه، وقد أرسل الله جبريل -عليه السّلام- إلى سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم وأمره بألّا يبيت هذه الليلة على فراشه الذي كان يبيت عليه، فطلب الرسول من عليّ أن ينام مكانه، لأنّ قريشاً لن تقتل عليّاً فلا حاجة لهم به، وقد نام عليّ مكان الرسول الكريم، وعندما أقدم المشركون على قتله تبيّن أنّه عليّ بن أبي طالب فتركوه، في هذه الليلة هاجر الرسول الكريم إلى المدينة المنوّرة وبعد ثلاثة أيام لحقه عليّ بن أبي طالب.
وفاته ومكان دفنه
توفي سيّدنا عليّ رضي الله عنه في ليلة 21 من رمضان في العام 40 للهجرة، وكان سبب وفاته تفشّي السمّ في جسده لمدة ثلاثة أيام بعد أن ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم، أثناء أدائه صلاة الفجر في مسجد الكوفة، وكان عمره عند وفاته يناهز 64 عاماً.
ولم يُحدّد مكان دفن سيّدنا عليّ، فقد طلب أن يكون مكان قبره سراً لا يعرف به أحد؛ لكي لا يخرّبه ويدنّسه أعداء الإسلام، وهناك ثلاث روايات يتناقلها المؤرّخون بأن قبره يقع في مدينة النجف، أو في مدينة مزار الشريف في أفغانستان، أو بأنّه دُفِن تحت حائط جامع الكوفة، والله أعلم.