أين يوجد الحجر الأسود
الحجر الأسود
هو حجر بشكل بيضوي، ذو لون أسود اللون مائل إلى الحمرة، يبلغ قطره قرابة الثلاثين سنتيمتراً، ويُقال أنّ اللون الأسود ليس لونه في الحقيقة، ولونه الحقيقي هو الأبيض أمّا سواد لونه الآن ما هو إلا نتيجة تراكم الذنوب، فذنوب البشر الكثيرة كانت سبب سواد الحجر وهذا وفقاً لرواية عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فجاء فيما روى ابن عبّاس رضي الله عنه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: “نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم”، ومع ذلك فلا يزال قلب الحجر حتى يومنا هذا أبيض اللون فظاهره أسود وقلبه أبيض.
قام محمد بن خزاعة بوصفه للقرامطة وهذا في العام 339هـ فعاينه ونزعه من موقعه فقال: “تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع”.
حسبما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فالحجر الأسود هو أحد حجارة الجنة، فقال عنه: “الحجر الأسود من حجارة الجنة”، وكان سيضيء ما بين المشرق والمغرب بنوره لولا أنّ الله قد خفّف عنا نوره فبالحديث الشريف ورد: ” إنّ الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب”.
مكان الحجر الأسود
يوجد الحجر الأسود في الركن الجنوبيّ الشرقيّ في الكعبة من الخارج، وفي أركان الحج والعمرة منه يجب أن يبدأ الطواف حول الكعبة وبه المُنتهى، ويرتفع الحجر الأسود في موضعه عن الأرض بالضبط متراً ونصف المتر، ويحيط بالحجر الأسود إطارٌ من الفضة الخالصة لحمايته وصونه، وتظهر هذه الحجرة بشكل بيضوي.
كان أول من ربط الحجر الأسود بالفضة هو عبد الله بن الزبير، ثم نهج باقي الخلفاء نهجه بعد ذلك فتمت صناعة الأطواق الفضية كلما اقتضت ضرورة لذلك، وفي شهر شعبان للعام 1375هـ وضع ملك المملكة السعودية سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً مصنوعٌ أيضاً من الفضة، وقد رمم هذا الطوق في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في العام 1422هـ.
دراسات علمية حول الحجر الأسود
جرت العديد من الدراسات حول ما هي طبيعة هذا الحجر الأسود، فجاءت أحدها لتقول أنّه من حجارة مختلفة فيتكوّن من البازلت، والعقيق، وقطعة من الزجاج الطبيعي (الكوارتز)، ونيزك صخري.
قام العالم بول باتريتش وهو المسؤول عن الأحجار الكريمة للإمبراطورية النمساوية المجرية بنشر أوّل تقريرٍ شاملٍ يتحدث به عن الحجر الأسود وهذا في العام 1857م، وقال أنّ أصل الحجر مجموعة من الأحجار النيزكية، واقترح كلٌّ من روبرت ديتز، وجون ماكهون في عام 1974م أنّ الحجر الأسود مكوّن في واقع الأمر من العقيق، وحسب الجيولوجيين العرب وبعد دراسة الخصائص المادية صدر تقرير يقول أنّ الحجر يتكون بالفعل من العقيق.