أين دفنت مريم العذراء

اصطفى الله سبحانه وتعالى السّيدة مريم العذراء من بين نساء العالمين، وقد اختارها سبحانه لتكون أمًّا لواحدٍ من أولي العزم من أنبيائه وهو سيّدنا عيسى عليه السلام، فما هي قصّة هذه السّيدة العظيمة الطّاهرة؟ وأين دفنت؟

مريم العذراء

يرجع نسب السّيدة مريم العذراء إلى أبٍ صالح وأمٍ صالحة من بني إسرائيل، فأبوها اسمه عمران وأمّها اسمها حنّة، وقد نذرت أمّها عند ولادتها أن يكون هذا المولود محرّرًّا ومسخّرًا لله تعالى وخدمة بيته المقدّس في فلسطين، وقد أعاذتها أمّها من الشّيطان الرّجيم وذريّتها، وقد تقبّل الله سبحانه وتعالى تلك المولودة الطّاهرة وأنبتها نباتًا حسناً.

بعد وفاة والدها اختلف أقرباؤها فيمن يكفلها، فاستهموا فوقع السّهم على زوج خالتها ليكفلها وهو النّبي زكريا عليه السّلام، وقد رعاها زكريا رعاية تامّة، وكان يتفقّدها ويتعاهدها وهي تخدم في بيت الله، وقد دخل عليها مرّة ليرى الرّحمة الإلهيّة والعطايا الرّبانيّة متمثّلة في رزقٍ يساق إلى مريم في غير موعده، فيتساءل زكريا عليه السّلام عن مصدر هذا الرّزق فتقول له مريم العذراء هذا من عند الله تعالى الذي يرزق من يشاء بغير حساب.

وقد شاء الله تعالى أن يعطي البشارة لمريم عليها السّلام في قدوم مولودٍ لها من غير أب، وقد نفخ الله فيها من روحه فحملت بعيسى عليه السّلام، وقد ثبّتها الله تعالى وربط على قلبها حتى أتت قومها تحمله، وعندما رآها القوم استنكروا ما رؤوه حتّى سمعوا المولود ينطق بكلماتٍ تظهر براءة أمّه وتثبت طهرها وعفّتها، وأنّه عبد الله الذي اصطفاه وآتاه الحكمة واختصه بالرّسالة ، وقد بقيت مريم العذراء مع ابنها تقف معه في أحلك الظّروف وأشدّها.

وفاة العذراء

تحدّثت الديانات السماويّة عن وفاة السيّدة مريم العذراء، فالطّوائف المسيحيّة ترى بأنّها رفعت إلى الله تعالى بالجسد والرّوح على خلاف في تفاصيل ذلك؛ فالكاثوليك يرون أنّها لم تمت لأنّها لم تتحمّل الخطيئة وإنّما رفعها الله إليه بجسدها وروحها، أمّا الأرثذوكس فيرون أنّها دفنت في بستان الزّيتون في القدس في فلسطين ولكنّها بعثت منه بعد ردّ روحها إليها بفترةٍ قصيرة لتصعد إلى بارئها بجسدها وروحها .

أمّا في المعتقد الإسلامي فمريم العذراء وإن اصطفاها الله تعالى على نساء العالمين فهي كالبشر في مأكلها ومشربها وسائر أحوال الدّنيا، وبالتّالي يجري عليها الموت الذي كتبه الله على جميع خلقه، ولا يوجد علم بمكان دفنها على التّحديد.