أين يقع قبر مريم العذراء
كما هو معروف بأنّ السيّدة مريم العذراء هي أمّ النبي عيسى عليه السلام، والذي يعرف بـ (يسوع المسيح) بحسب الديانة المسيحيّة، وهي المرأة الوحيدة التي كتب عنها في الكتب المقدّسة السّماوية بأنّها عذراء وحبلت بلا دنس.
إنّ من صلب العقيدة المسيحية هو انتقال السيّدة مريم العذراء إلى السّماء بالجسد والنفس، وهذه هي أهم ما يعتقد فيه أصحاب العقيدة (المريميّة)، ونجد هذا الاعتقاد سارٍ عند جميع المذاهب التي تنتمي للدين المسيحي، وإنّ كان هنالك اختلاف في أشكال هذا الاعتقاد، وآباء الكنيسة المسيحييّن الأوائل، قد كتبوا عن انتقال السيّدة مريم العذراء بالرّوح والجسد، وهذه الكتابات تعود إلى بدايات القرون الأولى للمسيحيّة، وإنّ مصدر هذا الاعتقاد هو ما كتب في نشيد الأناشيد.
تخصّص أغلب الطوائف المسيحيّة صوماً يكون لمدّة 14 يوماً، يبدأ من 1 آب من كل عام، وينتهي هذا الصوم في يوم ذكرى انتقال السيدة العذراء إلى السماء وذلك في يوم 15 من آب، ويُذكر بأنّ هذا الاعتقاد لم يقم على أساس مجمع كنسي كما هو معروف عند الكنيسة المسيحيّة، لنجد بأنّ الباب (بيوس الثّاني عشر) وهو أعلى سلطة كنسية كاثوليكيّة، قد أعلن يوم 1/ 11/ 1950 م، بإعلان انتقال السيّدة العذراء بالرّوح والجسد، وبأنّ هذا هو عقيدة تؤمن فيها الكنيسة الكاثوليكيّة، وكان ذلك نتيجة لأبحاث ودراسات لاهوتية قد أجريت على مدى سنوات أربع من أجل ذلك، وأتت الكنيسة الكاثوليكيّة بعقيدتها هذه، نتيجة للعقيدة المسيحيّة التي تؤمن بأنّ الإنسان عندما يموت، يكون نتيجة لتوارثه الخطيئة الأصليّة منذ بدء الخليقة، ولأنّ السيّدة العذراء، كانت بريئةً من الخطيئة الأصليّة، فإنّها بذلك لم ترث هذه الخطية، وبالتّالي فإنّ موتها بالجسد لا مبرر له، و
نجد الكنيسة الأرثوذكسيّة تقرّ بأنّ انتقال السيّدة العذراء قد تمّ فعلاً ولكنّه بعد مدّة من وفاتها قصيرة جدّاً، وإنّ العذراء عندما توفّيت، قد ماتت في (بستان الزيتون) في فلسطين، وكان شاهداً على وفاتها بعض من تلاميذ السيّد المسيح الذي كانوا ما يزالون على قيد الحياة، ويقولون بأنّ جسد العذراء مريم قد بعثت فيه الرّوح مجدداً بعد أيامٍ ثلاثة من وفاتها، لتنتقل بعد ذلك بالرّوح والجسد إلى السّماء وعلى مرأى من الناس، إلاّ أنّ بعض الكنائس تنكر الإنبعاث، وأنّه لم يحصل إلاّ للسيّد المسيح، ولقد ذكر القدّيس (كيرلس الأورشليمي) بأنّ السيّدة مريم العذراء قد ماتت في فلسطين وتمّ دفنها في بستان الزّيتون الموجود في مدينة القدس.
إنّ العقيدة التي تقول بانتقال السيّدة العذراء نفساً وجسداً هي عقيدة من صلب الديانة المسيحيّة عند أغلب الطوائف المسيحيّة، إن لم نقل معظمها.