عظماء خدموا الإسلام
عظمة الإسلام
الإسلام دين عظيم من الأديان السماوية الثلاث، أُرسل به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هذا الدين القيم مشكاة للعالمين، فالإسلام بتعاليمه السمحة يستحق أن ينظر كلّ شخص فيه، وعندما نقول التعاليم فهذا يعني العودة إلى كتاب الله تعالى والنظر فيه، وتفحص كلماته بحيادية، وموضوعية تامتين، فكتاب الله تعالى خالٍ من التناقض، ويحمل قيماً إنسانية وعالمية بكل ما تحمله هاتين الكلمتين من معنى.
تعتبر رسالة الإسلام رسالة الله الخاتمية التي أرسلها قبل نحو ألف وأربعمئة عام، في صحراء الجزيرة العربية اللاهبة، وقد قيَّض الله تعالى لهذه الرسالة رجالاً ونساءً استطاعوا أن يحملوا هذه الأمانة العظيمة وأن ينقلوها إلى العالمين كما هي، لكن متجاوزين بذلك بعض الأحداث السياسية الدامية، وبعض النقاط السوداء التي مرّت الأمة بها.
عظماء خدموا الإسلام
- رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: يردد المسلمون دائماً قولاً مباركاً: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفّيه وخليله، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك). وهذا القول هو اعتراف من المسلمين وشهادة حقّ يؤدونها بأنّ الرسول الأعظم هو أعظم وأوّل وأكثر من خدم الإسلام، فقد كفى ووفى خلال حياته، وتحمل المشاق في سبيل الفكرة الإسلامية وفي سبيل هذه الأمة، وكجزاء له من الله تعالى، فقد جعله الله تعالى سيد ولد آدم، وخير خلقه، ورفع مكانه يوم القيامة.
- الإمام علي بن أبي طالب: الإمام علي واحد من الصحابة الذين لم يعرفوا الشرك في حياتهم، فقد أسلم قبل أن يبلغ الحلم، وقد اعتمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه منذ اليوم الأول للدعوة الإسلامية، وما كان يفعله منذ صغره من أعمال ربما لا يقدر الكبار على فعلها في بعض الأحيان إنّما يدلّ على عقل راجح ليس مثله عقل أبداً، وقد استمر الإمام علي في خدمة الإسلام حينما كبر، فكان أوّل فدائيّ في الإسلام، وشهد مع الرسول المشاهد كلها، ويكفي موقفه يوم خيبر، كما كان وزير صدق للخلفاء الراشدين الثلاثة، وكان سنداً لهم، وعندما تولى الخلافة، ومع أن مشروعه النهضوي قد أجهض من البداية بسبب انشغاله في الفتن والصراعات الداخلية، فقد استطاع أن يحدث إصلاحات عميقة في جسد الدولة، عدا عن محاولاته الإصلاحية المتعددة، ورجاحة عقله التي تجلب في تعامله مع الفتن وحرصه الشديد على لم شمل المسلمين.
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أبو بكر الصديق أحد الكبار العظماء الذين لولاهم لما كنا اليوم مسلمين، ولاستأصل المرتدون الإسلام والمسلمين نهائياً من الجزيرة العربية، لكن الله تعالى يسره للأمة، فأعاد الجزيرة العربية إلى جسد الدولة بعد أن انشقت تماماً وبعد أن بدأت تعد العدة للقضاء على المسلمين.
- عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قلائل هم أولئك الأشخاص الذين مروا على الإنسانية وتركت إنجازاتهم علامات تدلّ عليهم ما تعاقبت الأيام والسنين، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان واحداً من هؤلاء، فالدولة العمرية كانت دولة من الصعب أن تتكرر، ويا لحظ من عاش فيها ومن عاصرها، فقد نهض هذا الخليقة العبقريّ بعقله الإداري الضخم بالدولة والأمة، فكان الخليفة العادل، الذي أحبه كلّ من رآه، والذي أذهل بتواضعه الشديد، ورجاحة عقله وسداد رأيه كل من عاصره وكل من أتى بعده من المسلمين ومن غير المسلمين، وقد أحدث عمر بن الخطاب إصلاحات كبيرة جداً وجوهرية في الدولة الإسلامية لم يشهد تاريخ المسلمين مثلها.