شروط الدخول في الإسلام
رسالة الإسلام
اختار الله تعالى سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم من بين الخلق أجمعين؛ ليكون الهادي والمبشّرَ والحاملَ للرِّسالة، وأنزل معه القرآن الكريم الذي هو المعجزةُ الخالدةُ إلى يوم القيامة، وقد وعد الله تعالى من يؤمن به بجنّات الخلد يتنعّم فيها، ولكن البعض اختاروا طريق الضّلال والضّياع فوعدهم الله تعالى بعذاب جهنّم خالدين فيها لكفرهم.
من فضل الله عزّ وجل ونعمته على البشر أنْ ترك باب التوبة مفتوحًا أمام كل كافرٍ قبل موته، وقبل طلوع الشمس من مغربها؛ ففي غير تلك الحالات يُمكن له أن يعود عن ضلاله ويدخل في الإسلام.
شروط الدخول في الإسلام
تُعَدُّ اللحظةُ التي يدخل فيها غير المسلم إلى الإسلام مشابهةً للحظة ولادته؛ فقبل ذلك لم يكن موجوداً، وهي بدايةٌ جديدةٌ وصفحةٌ بيضاءُ في صفحات حياته، وقد أنعم الله تعالى عليه بالهدى، وسيّره إلى الطريق الذي فيه النّجاةُ من النّار والفوز بنعيم الجنة. الدّخول في الإسلام سهلٌ وميسّرٌ، ولا يحتاج إلى طقوسٍ وعاداتٍ وسلوكيات، وإنما هناك عدة شروطٍ بسيطةٍ لا بدّ أنْ يلتزم بها الشخص ليصِحّ إسلامُه، وهي:
- الإخلاصُ في الإسلام لله تعالى: حيث يكون الهدف من الأعمال التي يمارسها الشخص رضا الله تعالى؛ فأيّ عمل لغير وجه الله من صلاةٍ وصيامٍ وأعمال صالحة لا يأخذ الشّخص عليه الأجر والثّواب.
- نطق الشهادتين: يبدأ الدخول في الإسلام بنطق الشخص للشهادتين، فيقول :” أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله” بيقينٍ، فلو نطقهما الشّخصُ رياءً فإنه يُعَدُّ من المنافقين، ومعنى الشهادتين يكمنُ بالإيمان الصّادق بأنّ العبودية لله تعالى وحده، ولا يعبد معه أحد، وبأنَّ محمّداً هو رسول الله وآخر الرسل الذين بعثهم الله تعالى للأمة أجمعين.
- ممارسة الأعمال الموافِقة للشريعة: عن طريق تنفيذ كل ما أمر به الله تعالى ورسوله الكريم، وعدم اتّباع أيّ شخصٍ أو طائفةٍ؛ فالدّين الإسلاميُّ واضح لا غموض فيه، ولا يحتاج إلى أن ينقسم الناس إلى مجموعاتٍ وطوائف، وإنّما كتاب الله تعالى وسنة نبيه هما المشرّع الوحيد للدين ولا مشرّع غيره، قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ، إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا) [الجاثية:18] وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلّم أركان الإسلام الخمسة التي لا بُدَّ للمسلم أنْ يؤمن بها صادقاً ويمارسها، وهي: الشّهادتان، وأداءُ الصّلاة على أوقاتها، وصيام شهر رمضان، وإخراج الزّكاة، وحجُّ البيت الحرام عند الاستطاعة مرّةً واحدةً في العمر.