صفات خالد بن الوليد الخلقية
خالد بن الوليد
عندما أرسل الله تعالى سيّدنا محمّداً صلّى الله عليه وسلّم لإخراج النّاس من الضّلال وهدايتهم إلى طريق الحقّ، آمنت معه فئةٌ نصَرَتْه وأعانَتْه على تبليغ الدّعوة، وأُطلِق عليهم اسم الصحابة أو صحابة رسول الله، وقد بذل هؤلاء الغالي والنّفيس في التّصدّي للكفّار والمشركين، وانطلقوا في الفتوحات الإسلاميّة؛ لتخليص النّاس من ظلم الفرس والرّوم وجاهليّة العرب، قال تعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [سورة الأحزاب: 23]. ومِن هؤلاء الصّحابة خالد بن الوليد رضي الله عنه المُلقَّب بسيف الله المسلول الذي أسلم في صفر عام 8هـ الموافق يونيو عام 629م، وكان ذلك قبل فتح مكّة بستّة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحوِ شهرَين.
الاسم والولادة
هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن كعب، كُنِّيَ بأبي سليمان، ولِد في مكّة المكرّمة، وأمُّه هي عصماء بنت الحارث بن حزن الهلاليّة رضي الله عنها أختُ أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وقُدِّرت ولادته بأربعين عاماً قبل الهجرة تقريباً.
الصّفات الخُلُقيَّة
اتّصف خالد بن الوليد رضي الله عنه بالفروسيّة والكرم؛ نتيجة تأثّره بالبيئة التي كان يعيش فيها، وقد عُدّ من فرسان قريش المشهورين، كما اتّصف بالحنكة وحُسن القيادة والتّفكير العميق، فلم يكن يتّخذ قراراته إلّا بعد تفكير وتبصيرٍ، وكان فصيحاً أيضاً، بالإضافة إلى الإيثار وحبّ التّضحية والفداء، والشّجاعة الكبيرة وخاصّةً في الجهاد والقتال، والمهارة وخفّة الحركة في الكرّ والفرّ. وكان لخالد بن الوليد من العلم حظٌّ لا بأس به على الرّغم من أنّه لا يُقارن بمن سبقه من الصّحابة؛ نتيجة احتكاكهم الأكبر مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وبقائهم معه فترةً أطول.
الصفات الخَلقيَّة
اتّصف خالد بن الوليد بالملامح الحادّة، وغزارة الشّعر، وطول القامة، والبشرة الحنطيّة، كما أنّه كان قويَّ البنية والجسد حسبَ ما رُوِي عنه في معركة مؤتةَ من أنّ تسعة أسيافٍ كُسِرت بيده أثناء قتاله. وقد كان خالدٌ كثيرَ الشّبه بعمرَ بن الخطّاب رضي الله عنه، حتّى أنّ النّاس كانوا يخلطون بينهما ويحدِّثون وليداً على أنّه عمر بن الخطّاب، وهذا يدلّ على مقدار الشّبه الكبير بينهما في المشية وهيئة الجسم.
الوفاة
تُوفِّي خالدٌ في حمصَ في 18 من رمضان عام 21هـ الموافق 20 من أغسطس عام 642م، على فراشه على الرّغم من كثرة المعارك والغزوات التي خاضها، وكان يتمنّى دائماً أن يستشهد في أرض القتال.