من هو ذو النورين
ألقاب الصحابة
تميّز كل صحابيٍ من صحابةِ رسول الله – عليه الصلاة والسلام – بخصلةٍ من الخِصال الحسنة، حتى أصبحَ يُعرف بها، كما أنّّ بعض الصحابة عرفوا بألقابٍ مُعينة بسبب موقفٍ أو حادثة مروا بها؛ فأبو بكر – رضي الله – عنه عُرِفَ بالصّديق بسبب تَصديقه للنّبي – عليه الصلاة والسلام – في جميع المواقف.
عُرف عمر – رضي الله عنه – بالفاروق لأنّه بإيمانه فَرَّق بين الحقّ والباطل، كما كان لقب سيدنا علي – رضي الله – هو أبو تراب بسبب موقفٍ حدث معه، فبينما هو نائمٌ قربَ المسجد مرّ به النبي الكريم لِيزيل عنه التُراب قائلاً: قُم أبا تراب، قم أبا تراب، كما اشتهر أحد الخلفاء الراشدين بلقب ذي النورين، فمن هو هذا الصحابي الجليل؟ وما سبب تسميته بهذا الاسم؟
ذو النورين
مولد ذو النورين
ولد سيدنا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – في مكة المكرمة في السنة السابعةِ والأربعين قبل الهجرة النبوية الشريفة، ولقد كان مولده بعد مولد النبي محمد – عليه الصلاة والسلام – بست سنوات، وقد كان عثمان بن عفّان من بني أميّة، وكان ذا حظوةٍ في قومه، وذا مكانةٍ كبيرة، حيث كان من أهل المشورة والرأي، كما اشتهر – رضي الله – عنه بالتّجارة حتى كان من كبار تُجار قريش وأغناهم.
نشأته وإسلامه
كان عثمان بن عفان – رضي الله – عنه صديقاً لأبي بكر الصّديق – رضي الله – عنه في الجاهلية، ولم يعرف عنه أنّه سَجد لِصنمٍ أو شرِبَ الخمر يوماً، وعندما أسلم الصّديق – رضي الله عنه -عرض على صاحبه الإسلام، وطلب منه أنْ يأتي معه إلى النّبي – عليه الصلاة والسلام – ليستمع إلى كلام النبوة، وعندما أتى عثمان النبيّ الكريم انشرح صدره للإسلام، فآمن وكان من السّابقين للإسلام، ولقد أوثقه عمّه بسبب إيمانه، فلم يَردّه ذلك عن دينه بل ظلّ ثابتاً كالطّود العظيم.
زواجه من ابنتي النّبي عليه الصلاة والسلام
أحبّ النبي – عليه الصلاة والسلام – عثمان – رضي الله عنه – وقرّبه إليه، وقد تقدّم عثمان يوماً يخطب إحدى بنات النّبي وهي رُقيّة، فوافق النبي الكريم على تزويجه إيّاها، وفي غزوة بدر الكبرى وحين استعدّ المسلمون لقتال المشركين أمر النّبي عثمان أنْ يبقى مع زوجته رُقيّة؛ لأنّها كانت تعاني من مَرَض الحصبة، وقد اعتبر النّبي الكريم عثمان – رضي الله عنه – مُشاركا في المعركة كغيره وجعل له سهماً فيها.
عندما رجع النّبي والمسلمون منتصرين من المعركة كانت رُقيّة بنت النبي قد توفّيت، فزارها النّبي في البقيع ودعا لها، ثمّ لم يَلبث عثمان - رضي الله - عنه أنْ تقدّم لِخطبة ابنة النّبي - عليه الصّلاة والسّلام - الثّانية وهي أمّ كلثوم، فوافق النّبي على تزويجه إيّاها، فَلُقّب بذي النّورين بسب زواجه من ابنتي النّبي عليه الصلاة والسلام.