أول من أوصى بثلث ماله للرسول

أول من أوصى بثلث ماله للرسول

يُعدُ الصحابي الجليل البراء بن المعرور بن صخر الأنصاري الخزرجي السلمي، المُكنى بأبي بشرٍ، أول من أوصى بثلث ماله، وأول من استقبل القبلة، وأول من بايع النبي في بيعة العقبة الأولى، حيث كان سيد قوم بني سلمة، فبايع النبي سبعين رجلاً من الأنصار، وأخذ منهم السفراء عن أقوامهم، فكان البراء سفير قومه، فقام إلى النبي، وحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: “الحمد لله الذي أكرمنا بمحمدٍ وجاءنا به، وكان أول من أجاب، وآخر من دعا، فأجبنا الله -عزّ وجلّ- وسمعنا وأطعنا، يا معشر الأوس والخزرج، قد أكرمكم الله بدينه، فإن أخذتم السمع والطاعة والمؤازرة بالشكر فأطيعوا الله ورسوله”، ثمّ جلس، كما كان أول من ضرب على يد النبي في البيعة.[١]

وفاة البراء بن معرور

مات البراء بن معرور في شهر صفر، قبل هجرة النبي إلى المدينة بشهرٍ، وكان قبل موته قد وزّع ماله ثلاثة أقسامٍ؛ الأول للنبي، والثاني جعله في سبيل الله، والثالث لابنه، فلمّا بلغ ذلك النبي عند قدومه للمدينة ردّ المال إلى الورثة، وسأل عن مكان قبره، فأتاه، ووقف عنده وكبّر، وقال: “اللهم اغفر له وارحمه، وأدخله الجنة”، وكان -رضي الله عنه- تقياً، فقيهاً، فاضلاً، وهو ابن عمة سعد بن معاذ.[٢]

صحابةٌ أوصوا بثلث مالهم

كان البراء أول صحابيٍ يُوصي بثلث ماله، وتبعه عددٌ من الصحابة، منهم: سعد بن أبي وقاص؛ حيث إنّه لمّا مرض مرض الموت زاره النبي، فقال سعد للنبي: “قد بلغ مني الوجع ما ترى، وأنا صاحب مالٍ، وليس عندي من يرثني إلّا ابنتي، فأريد أن أتصدّق بثلثي مالي”، فقال له النبي: “لا”، فقال سعد: “النصف”، فقال النبي: “لا”، ثمّ قال له النبي: “الثلث، والثلث كثيرٌ”، وذلك ليترك ابنته غنيةً لا تحتاج المال.[٣]

المراجع

  1. “البراء بن معرور”، islamstory.com، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف.
  2. “سير أعلام النبلاء”، library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف.
  3. فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (23/1/2016 )، “باب الموصى له”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019. بتصرّف.