إليك أمير المؤمنين رسالة – الشاعر البحتري

إلَيكَ، أميرَ المُؤمنينَ، رِسَالَةٌ
منَ الغرْبِ تَسْتَقْرِي فِجاجَ المَشارِقِ
أُعيذُكَ بالنّعْمَى مِنَ الله أنْ تَرى
قدامَي جَنَاحِ المُسْلِمينَ لفَاسِقِ
أُعِيرَ بَرِيدُ الرَّقّتَينِ غَضَاضَةً،
بمُضْطَرِبِ الكَفّينِ، رِخوِ البَنَائِقِ
نَعَى العَدْلَ، شَرْقيَّ البلادِ، بجَوْرِهِ
عَلَينا، وَبَاعَ النّاسَ ثَمّ بِدانِقِ
لهُ في الَّذِي اسْتُرْعِيهِ رَوْحةُ فاجِرٍ
بِسَوْءَتِهِ الأَخرى ودُلْجَةُ سارِقِ
إِذا ما دَعَا غِلْمَانَهُ لِبِليَّةٍ
فَخَلْوتُهُ بالعِفْرِ دونَ المُرَاهِقِ
مُخَنَّثُ أَعْراسٍ ،وَلَيْسَ بمُطْرِبٍ
وقَيْنَةُ فِتْيَانٍ ،وَلَيْسَ بِعَاتِقِ
يَهِيجُ شَحِيجَ البَغْلِ مِنْ كَلَبِ اسْتِهِ
ويُطرِبُ خُصْيَيْهِ صِيَاحُ الفُرانِقِ