أين مات بلال بن رباح

بلال بن رباح

بلال بن رباح هو صحابي جليل يعود في أصله إلى الحبشة، وقال البعض إنّه ولد في الحجاز، وكانت أمه حمامة أَمَةً لبني جُمح، وكان بلال شديد السواد طويلاً، ونحيفاً، كثيف الشعر، خفيف العارضين، وكان شُجاعاً، وقوياً، وقد حظي بمنزلة عالية لدى النبي صلى الله عليه وسلم، وسنتحدث في هذا المقال عن إسلام بلال بن رباح، وهجرته، وروايته للحديث، ووفاته.

إسلام بلال بن رباح

يُعتبر بلال بن رباح من أوائل الصحابة الذين دخلوا الإسلام، وقد كان مُستضعفاً من قبل مالكيه، وهم قوم بني جُمح، وتم تعذيبه للضغط عليه لترك الإسلام، فكانوا يُلقونه على الأرض الملتهبة بأشعة الشمس الحارقة وقت الظهيرة، ويعصرونه، ويضعون فوق صدره صخرة كبيرة، ويقولون له: قل دينك اللات والعزى، فيرد قائلاً: أحدٌ، أحد، وكان من يتولى مهمة تعذيبه المشرك أمية بن خلف، فكان يقول: (لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد)، ومر الصحابي أبو بكر الصديق أثناء تعذيبهم لبلال، واشتراه من أمية وبعدها أعتقه.

هجرة بلال بن رباح

هاجر بلال بن رباح إلى يثرب، وقد آخى رسول الله بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب، وهناك من قال إنّه آخى بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشارك بلال في كافة الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اقتص من أمية بن خلف، فقتله في غزوة بدر الكبرى، وجعل رسول الله بلال مؤذناً، فقد كان أول من أذن بالمسلمين، وتميز صوته بالجمال، فعندما فُتحت مكة المكرمة أمر رسول الله بلالاً بالأذان فوق الكعبة.

رواية بلال بن رباح للحديث

رَوى بلال بن رباح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وروى عنه العديد من الصحابة، منهم عبد الله بن عمر، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد، وعلي بن أبي طالب، وأبو عثمان النهدي، وكعب بن عجرة، والحارث بن معاوية، وعمرو بن حرام، وأبو سعيد الخدري.

وفاة بلال بن رباح

عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع بلال بن رباح عن الأذان، فلم يؤذن بعدها سوى مرة واحدة بعد أن ناشده المؤمنون بذلك، وعندما أذن، وبلغ قوله: (أشهد أن محمداً رسول الله) بكى كثيراً ولم يستطع إتمام الأذان، وعندما تقدم العمر ببلال ذهب إلى أبي بكر يطلب منه المشاركة في الفتوحات لم يسمح له أبي بكر بذلك، وفي عهد عمر بن الخطاب أتى بلال إليه يستأذنه في المشاركة بالفتوحات فلم يقبع، وعندما ألح عليه في ذلك وافق بأن يذهب، وتوفي بلال بن رباح في بلاد الشام، وعلى وجه التحديد في دمشق، وقيل إنّه مات في طاعون عمواس، وقيل إنّه مات في حلب، ولكن الاحتمال الأكبر أنّه تُوفي في دمشق.