حبيب بن مظاهر الأسدي
حبيب بن مظاهر الأسدي
هو أبو القاسم، حيث نشأ في الكوفة في العراق، وهو أحد أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شهد كافة الغزوات، ورابط فيها، وسمع حديثه، وكان زعيم بني أسد في الكوفة، ومن أصحاب الحسين، ومن كتابه، كما أنّه لازم أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام، ومجموعة من الأكفاء، حيث أخذ من علومهم، وآدابهم، كما أنّه سلك طريقهم، وعرف الحبيب بالتقوى والورع، والصدق، والإيمان، وإخلاصه الشديد لأهل البيت، كما عرفت عنه شجاعته وحبّه للشهادة، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه.
مواقف حبيب بن مظاهر الأسدي
حبيب وبنو أسد
أراد حبيب الخروج لنصرة الحسين دون إخبار عشيرته وبني عمه، خوفاً من منع ابن زياد له، فبينما كان حبيب ينظر في حوائجه للحوق بالحسين أتاه بنو عمه، وقالوا: (يا حبيب بلغنا أنك تريد أن تخرج لنصره الحسين، ونحن لا نخليك ما لنا والدخول بين السلاطين، فأخفى حبيب ذلك، وأنكر عليهم فرجعوا عنه)، وسمعت زوجته فقالت: (يا حبيب كأنك كاره للخروج لنصره الحسين فأراد أن يختبر حالها) فقال: (نعم)، فبكت وقالت: (أنسيت كلام جده في حقه وأخيه الحسن حيث يقول: (ابنايَ هذانِ الحسنُ و الحسينُ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنةِ)[صحيح الجامع]،، وهذا رسول الحسين وكتابه أتى إليك ويستعين بك وأنت لم تجبه، فقال حبيب: (أخاف على أطفالي من اليتم وأخشى أن ترملي بعدي)، فقالت: (ولنا التأسي بالهاشميات والأيتام من آل الرسول، والله تعالى كفيلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل)، فلما عرف حبيب منها حقيقة الأمر دعا لها وجزاها خيراً وأخبرها بما هو في نفسه، وأنه عازم على المسير والرواح، فقالت: (لي إليك حاجة)، فقال: (وما هي؟) قالت: (بالله عليك يا حبيب إذا قدمت على الحسين قبل يديه نيابة عني، واقرأه السلام عني)، فقال: (حباً وكرامة).
لحوق حبيب بالحسين
ودع حبيب أولاده وزوجته، وخرج متخفياً خوفاً من أهل الكوفة، في اليوم السادس من محرم، ووصل إلى الحسين في كربلاء، إلا أنه وجد القليل من أنصاره في كربلاء، الأمر الذي دفعه إلى الذهاب إلى قومه من بني أسد لطلب مساعدتهم لنصرة أبي عبد الله، إلا أنهم رفضوا ذلك، فعاد حبيب حزيناً إلى الحسين، وأخبره بما حصل، ثم تولى حبيب قيادة مسيرة جيش الإمام في يوم عاشوراء، وكان زهير بن القين على الميمنة، ثم بدأ القتال، واشتدت المعركة، وانتهت باستشهاد حبيب بن مظاهر الأسدي، ولا بد من الإشارة إلى أنه تم الأخذ بثأر الحبيب على يد ابنه الأكبر القاسم، حيث دخل على خيمة قاتل والده الذي كان في جيش مصعب بن الزبير، وقتله، ثم أمر مصعب بن الزبير بقطع رأسه، فنال الشهادة.
ملاحظة: لم يرد اسم هذه الشخصية كصحابي في الكثير من مراجع أهل السنة والجماعة.