صفات معاذ بن جبل الجسمية والخلقية

معاذ بن جبل

معاذ بن جبل صحابي جليل من الخزرج، أسلم وعمره ثماني عشرة سنة عندما أسلم سعد بن معاذ زعيم الخزرج وأسلم قومه معه وهو منهم، ثم قدم إلى مكة المكرمة مع سبعين من قومه، وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، واسمه هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري، ويُكنى بأبي عبد الرحمن. وتُوفي رضي الله عنه في السنة السابعة عشرة للهجرة بعد إصابته بطاعون عمواس عن عمر يناهز ثلاث وثلاثين سنة وقيل ثمان وثلاثين سنة.

نبذة عن حياة معاذ بن جبل

بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود، وشهد معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم بدراً والمشاهد كلها، وبعثه النبي إلى اليمن قاضياً ومعلماً للناس ومفتياً بعد غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وكان له من العمر وقتها ثمانية وعشرين سنة، وتوفي عليه الصلاة والسلام وهو هناك.

صفات معاذ بن جبل الجسمية والخلقية

كان معاذ شاباً حسن الوجه جميلاً، أبيض اللون وطويلاً، وحسن الشَعر، وواسع العينين، وإذا تكلم شاع النور من فمه، ولامع الثنايا، وكان رضي الله عنه زاهداً في الدنيا ومتواضعاً، وورعاً وتقياً، وأميناً طاهر الذمة، وجواداً كريماً ينفق ماله في الخير، وسمحاً وحليماً، وعالماً بالقرآن والفقه، ومحباً للعلم ومعلِّماً له، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه، وهو أحد الصحابة الذين شهد لهم عليه الصلاة والسلام بالصلاح.

لزم معاذ الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنورة، حتّى أصبح من أقرأ الصحابة للقرآن الكريم، وأعلمهم بشرع الله تعالى؛ فعن أنس بن مالك أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكرٍ، وأشدُّهم في دينِ اللَّهُ عمرُ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وأقرؤُهم لِكتابِ اللَّهِ أبيُّ بنُ كعبٍ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ ألا وإنَّ لِكلِّ أمَّةٍ أمينًا وأمينُ هذِه الأمَّةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ)[ صحيح]

فضل معاذ بن جبل

روى معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث، وكان رضي الله عنه من الصحابة المفتين في عهد الرسول، وأحد قرَّاء القرآن الأربعة الذين أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم وهم: عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وقد كان عمر بن الخطاب يستفتيه ويستشيره دائماً ويقول: (لولا معاذ لهلك عمر).