صفات سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص صحابي جليل، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، كان عمره لما أسلم سبعة عشر عاماً، ولم يسبقه إلى الإسلام من الرجال إلا أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة رضي الله عنهم، واسمه هو سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي، من بني زهرة أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبناؤه هم: إبراهيم، وعامر، وعمر، ومحمد، وعائشة.
توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عام 55هـ في قصره بالعقيق عن عمر يناهز الثامنة والسبعين، وحمل إلى المدينة، ودفن هناك في البقيع، وهو آخر من مات من المهاجرين، ومن العشرة المبشرين بالجنة.
فضائل سعد بن أبي وقاص
كان رضي الله عنه مجاب الدعوة، وإذا رمى عدواً بسهم أصابه، ويرجع سبب ذلك إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم له، حيث قال: (اللَّهمَّ سدِّد رميتَه وأجِب دعوتَه) [تخريج مشكاة المصابيح]، وهو أول من أراق دماً في سبيل الله، وأول من رمى سهماً في سبيل الله؛ وذلك في سرية عبيدة بن الحارث التي بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جمع من قريش في ثنية المرة، وشهد رضي الله عنه المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أحد الذين ثبتوا من الصحابة يوم غزوة أحد للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأى رسول الله دفاعه عنه سُرَّ منه وقال: (ارمِ سعدُ فداكَ أبي وأمي) [مسند أحمد].
كان سعد أحد الستة الذين وقع عليهم اختيار الخليفة عمر بن الخطاب للخلافة من بعده، بعد طعنه بخنجر أبي لؤلؤة المجوسي، وكان هو ممن اعتزل الفتنة التي وقعت آخر أيام الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
صفات سعد بن أبي وقاص
كان رضي الله عن شديد التمسك بالإسلام، وكثير الحب للرسول صلى الله عليه وسلم، وكثير البكاء من خشية الله، وكان شجاعاً فارساً، قاد الكثير من المعارك، وشارك في كل الغزوات، وكان راجح العقل، بعيد النظر، وعفيف اليد واللسان، وكان رضي الله عنه أسمر وقصيراً وغليظاً، وخشن الكفين، وأشعر الجسم يخضب بالسواد، وأفطس الأنف.
سعد بن أبي وقاص وقتال الفرس
وجّه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعد بن أبي وقاص لقيادة الجيش الموجه لقتال الفرس بعد اشتداد خطرهم على الدولة الإسلامية، فكانت معركة القادسية الفاصلة في التاريخ الإسلامي، والتي انتصر فيها المسلمون، وقتل فيها الكثير من الفرس، ومنهم قائدهم رستم، كما واجه سعد الفرس في موقعة المدائن التي وقعت بعد معركة القادسية بعامين، وتجمعت فيها فلول الفرس، وحقق المسلمون فيها نصراً مؤزراً على الفرس، وقتحت على يديه مدائن كسرى، وتولى سعد بعدها إمارة العراق في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وبنى مدينة الكوفة.