وصف شكل سيدنا عمر بن الخطاب
عمر بن الخطَّاب
عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الرَّاشدين، وأحد العشرة المُبشَّرين بالجنَّة، وهو عُمر بن الخطَّاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشيّ العدويّ، كنيته أبو حَفص، وأمُّه حَنتَمة بنت هاشم من بني مخزوم، وُلد بعد عام الفيل، بعد مولد الرَّسول عليه الصّلاة والسّلام بثلاث عشرة سنة، كان عمر من أشراف قريش في الجاهليَّة وكانت إليه السَّفارة؛ فكان هو سفير قريش. أسلم عمر في السَّنة السَّادسة للنبوَّة، وكان إسلامه عزَّاً للإسلام والمسلمين، أسلم قبل عمر تسعة وثلاثون من الصَّحابة؛ فكان هو المتمِّم لهم على الأربعين. لقبَّه الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام بالفاروق.
تولَّى عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه عام 13للهجرة، وكان أوَّل من لُقِّب بأمير المؤمنين، وأوّل من وضع التَّاريخ الهجريَ، وأوَّل من دوَّن الدَّواوين، وأوَّل من جمع النَّاس في صلاة التَّراويح، وأوَّل من طاف باللَّيل يراقب النَّاس، وأوَّل من أدَّب بالدُّرَّة. استُشهد رضي الله عنه بعد أن طعنه غلام من غلمان المُغيرة بن شعبة يقال له أبو لؤلؤة المجوسيّ، غدراً ستَّ طعنات بخنجر مسمومٍ له نصلان، وهو يصلّي الفجر بالنَّاس عام 23 للهجرة.
الصفات الشَّكلية
كانت صفات عمر الشَّكلية تدلُّ على قوَّته وصرامته وحزمه، فقد كان رضي الله عنه طويلاً، كأنَّه راكب، ولم يَسِر قطّ مع قوم إلَّا كان أعلاهم رأساً، وهو قوي البُنية، وغليظ الكفَّين والقدمين، وأصلع الرَّأس شديد الحمرة، وكثيف اللِّحية وفي أطرافها حمرة أو شقرة، وفي عارضيه خفَّة، وأعسر يعمل بيديه، وكان يُسرع في مشيته، وكان رضي الله عنه رجلاً مهيباً، جهوري الصَّوت.
مناقب عمر بن الخطاب
عًرف عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه بالعدل بين المسلمين، والحكمة والرأي الصائب، وإخلاصه لله تعالى، وقوَّته وصلابته في الدِّفاع عن الإسلام والمسلمين، وكان رضي الله عنه قويَّاً بالحقّ، لا يخاف في الله لومة لائم، فقد قال عليه الصّلاة والسَّلام عنه: (والذي نفسي بيدِه، ما لقيك الشيطانُ قطُّ سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجِّك) [صحيح البخاري] وكان رضي الله عنه ورعاً تقيَّاً، وزاهداً ومتواضعاً.
خلافة عمر بن الخطاب
تولّى عمر بن الخطَّاب الخلافة بعد أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه عام 13هـ، ودامت خلافته مدَّة عشر سنوات وستة أشهر وخمس ليالٍ، وبلغت الدَّولة الإسلاميَّة في عهده مبلغاً عظيماً، وعُرف عهده بعهد الفتوحات، وقعت في عهده اليرموك والقادسيَّة ونهاوند وغيرها من المعارك الفاصلة في التَّاريخ الإسلاميّ، وأصبحت على إثرها كامل أراضي الدَّولة الفارسيَّة، ونحو ثلثي أراضي الدَّولة البيزنطيَّة تحت سيطرة الدَّولة الإسلاميَّة، وشملت الدَّولة الإسلاميَّة في عهده كامل الجزيرة العربيَّة، ومصر وليبيا، وكامل بلاد الشَّام والعراق، وفارس وخُراسان وسَجستان.
قسَّم عمر بن الخطَّاب الدَّولة الإسلاميَّة إلى ولايات، وعيَّن واليًا على كل ولاية ينوب عنه فى الصَّلاة وقيادة الجند، وإدارة شؤون الحكم فى الولاية. وكان عمر شديداً على ولاته في الأمصار، وكان يختارهم ممَّن عُرف عنهم التَّقوى والصَّلاح، والمقدرة على إدارة شؤون الحكم، وكان يرسل عليهم مفتِّشين لمراجعة أعمالهم، واهتمَّ رضي الله عنه بالقضاء اهتماماً شديداً؛ ففصل القضاء عن الولاية، وعيَّن القُضاة في الأمصار، واستطاع بعدله وذكائه وحنكته السِّياسيَّة والإداريَّة إدارة الدَّولة الإسلاميَّة المتَّسعة تلك.