مقتطفات من حياة عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزة بن كعب بن لؤي بن نضر، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الرابع، وهو قرشيّ من بني عديّ، وكانت قبيلته مسؤولة عن السفارة في الجاهليّة، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وعندما بُعث النبي كان عمره سبعاً وعشرين سنة.

عمر بن الخطاب قبل الإسلام

كان عمر في الجاهلية تاجراً كبيراً من وجهاء قريش، سفيراً لها في الحرب والسّلم، شديد العداوة للرسول صلى الله عليه وسلم، عابداً للأوثان، شارباً للخمر، يئد البنات، وهناك قصة شهيرة له أيام الجاهليّة: ففي أحد الأيام أراد أن يتعبّد، فصنع له إلهاً من التمر، وتعبّد له، لكنه عندما أحسّ بالجوع أكله، فصنع غيره، وبعد إسلامه جاءه شاب من المسلمين وقال له: يا أمير المؤمنين أكنت ممن يفعلون هذا؟ ألم يكن عندكم عقل؟ فأجاب: يا بني كان عندنا عقل، ولكن لم تكن عندنا هداية.

قصة إسلام عمر بن الخطاب

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: (اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأبي جهلِ بنِ هشامٍ أو بعمرَ بنِ الخطَّابِ)، كان معروف عن عمر شدة القسوة والغلظة، لكنه كان يخفي وراء ذلك قلباً رقيقاً، فقد رأى عمر زوجة عامر بن ربيعة العنزي وهي تُعدّ نفسها للهجرة إلى الحبشة، فقال لها: صحبكم الله، فأخبرت زوجها بما قاله، فرد عليها: أطمعت في إسلامه؟ قال: نعم، فرد عليها زوجها: فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، هنا كان عمر يعيش صراعاً داخله، إذ يحدثه قلبه بأنهم على صواب في إسلامهم، ونبيهم الصادق الأمين صاحب الخلق الحسن، وفي الوقت ذاته يحدثه عقله بأنه قائد من قادات قريش، وسفيرها، ودخوله الإسلام يعني ضياع كل هذه المناصب، وبعد تفكير عميق قرر قتل محمد، فخرج حاملاً سيفه قاصداً النبي، فلقيه عبد الله العدوي القرشي، وسأله عن مكان ذهابه، فأخبره بمقصده، وقال له إن أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها أسلما فالأولى به قتلهما، فانطلق غاضباً إليهما، ووجدهما يتعلمان القرآن، فضرب فاطمة ضربة قوية أسالت دمها، فسقطت صحيفة مكتوب عليها آيات من القرآن، وأبت أن تعطيه إياها قبل اغتساله، فتوضأ وقرأها، فرق قلبه لما قرأها وأعلن إسلامه، وقويت شوكة المسلمين بإسلام عمر، فهو الشديد القوي، يدافع عن الإسلام والمسلمين، لا يخفي إسلامه بل على العكس يجاهر به ولا يخشى أحداً من المشركين، واشتدت فرحة النبي والمسلمين بإسلامه.