صفات الصحابة رضي الله عنهم
الصحابة رضي الله عنهم
ميّز الله سبحانه وتعالى جيل الصّحابة بالفضل والمكانة العظيمة، فهذا الجيل هو خير الأجيال على الإطلاق بما اتّصف به من الصّفات والخصال التي جعلته يتبوّأ مكانةً لن يبلغها جيلٌ بعده، ولقد امتدح الله صحابة رسول الله في القرآن الكريم، كما بيّن النّبي فضلهم بقوله يومًا: (اللهَ اللهَ في أصحابي لا تتَّخِذوا أصحابي غَرَضًا، مَن أحَبَّهم فبِحُبِّي أحَبَّهم، ومَن أبغَضهم فبِبُغْضي أبغَضهم، ومَن آذاهم فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى اللهَ، ومَن آذى اللهَ يوشِكُ أنْ يأخُذَه) [صحيح ابن حبان] فمن هم الصّحابة؟ وما هي صفاتهم؟
تعريف الصّحابي
عرّف العلماء الصّحابي بأنّه كلّ من لقي النّبي عليه الصّلاة والسّلام وآمن به ثمّ مات على الإسلام، وقد بلغ عدد الصّحابة على أصحّ الأقوال مئة وعشرين ألف صحابي.
صفات الصّحابة
صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام مثالًا في قوّة الإيمان بدين الله تعالى والرّسالة، وقد تجلّت قوّة الإيمان حينما كان عددٌ من الصّحابة يتعرّضون لشتى أنواع العذاب والتّنكيل من قبل كفّار قريش فلا يصدّهم ذلك عن دين الله تعالى، ومن هؤلاء الصّحابة خبّاب بن الأرت، وبلال بن رباح الذي كان سيده يضعه في رمضاء مكّة ثمّ يضع الحجارة على صدره، ولا يزيد بأن يقول أحدٌ أحد؛ إصرارًا على الثّبات على الدّين.
- البذل والعطاء، فقد ضرب الصّحابة المثال والنّموذج في بذل النّفس والكرم، ومن الأمثلة على ذلك مواقف الصّحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي جهّز ثلث جيش العسرة، والذي اشترى كذلك بئر معونة في المدينة المنورة ليستفيد منه المسلمون.
- الإيثار، فمن صفات الصّحابة رضوان الله عليهم أنّهم يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فقد أتى المهاجرون إلى المدينة المنوّرة ليستقبلهم إخوانهم من الأنصار بصدور رحبة، ومحبّة غامرة، ولقد سجّل التّاريخ مواقف عجيبة تدلّ على إيمان الأنصار وإيثارهم العظيم، فقد كان أحدهم يعرض على أخيه المهاجر إحدى زوجاته لكي يطلّقها فيتزوّجها، كما كان أحدهم يعرض على أخيه المهاجر نصف أمواله ليشاركه بها، وكلّ ذلك يدلّ على إيثارهم وسخاء نفوسهم.
- التّضحية، فقد ضرب الصّحابة رضوان الله عليهم أيضًا المثل في التّضحية في سبيل الدّعوة الإسلاميّة، فقد قدّموا أموالهم وأرواحهم رخيصةً في سبيل رفع راية الدّين، فشهدت ساحات الوغى بطولات قلّ نظيرها، ومواقف خلّدها التّاريخ.
- الإخلاص في النّية، فلقد كان الصّحابة مخلصين في أعمالهم ومواقفهم، ولا يبتغون من ورائها إلاّ الأجر والثّواب، فإذا ما بذلوا الصّدقات والأموال بذلوها خفيةً عن أعين النّاس، وإذا قاتلوا لم يقاتلوا رياءً أو سمعة، وإنّما احتسابًا لما عند الله تعالى من الأجر والثّواب العظيم.