صفات أنس بن مالك
الصحابي أنس بن مالك
هو الصحابي الجليل أنس بن مالك النجاري الخزرجي، ولد في السنة العاشرة قبل الهجرة الموافق 612 ميلادي في يثرب، وأمه أم سليم بن ملحان، ويصنّف من الطبقة الأولى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُكنّى بأبي حمزة، وهو شقيق أبي طلحة الأنصاري من أمه.
تتلمذ أنس بن مالد على يد كوكبة من الصحابة رضوان الله عليهم ومنهم أبو هريرة ومعاذ بن جبل وأبو موسى الأشعر وعبد الله بن مسعود، وبلغ عدد الأحاديث التي رواها 2286 حديث شريف.
حياة أنس بن مالك
صادف ميلاد الصحابي أنس بن مالك قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات، ويذكر بأنه قد توجه إلى دمشق في فترة حكم الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وانتقل بعد ذلك إلى البصرة ليدعوهم إلى الإسلام ويحدثّهم عنه، وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان.
عاصر الصحابي أنس بن مالك الرسول صلى الله عليه وسلم معظم أيام حياته، فبرز الأثر الواضح في رفقته للرسول بما قدمّه له من خدمة حتى لُقّب بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حرص أنس رضي الله عنه على اتباع أثر رسول الله صلى الله عليه، فحفظ عنه الأحاديث النبوية الشريفة، وكان من أكثر الناس إعجاباً وتعلقاً بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويقال بأنه كان مُستجاب الدعاء فلم يكن قد دعا بهطول المطر لأرض ما إلا وثار السحاب ونزل المطر حتى خلال الصيف.
صفات أنس بن مالك
أخذ أنس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوبه في التعامل مع أهل بيته، ومع المسلمين والكفار أيضاً، وكان يتخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أباً ومربياً وقدوةً حسنة، كما كان أميناً لسر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان من أبرز ما عُرف عنه من صفات: سعة العلم، والوقار، والهيبة، والتواضع، والصدق، والشورى، والصبر، وكان رامياً ماهراً، وناسكاً متعبداً.
مكانة أنس بن مالك
حظي الصحابي الجليل أنس بن مالك بمكانة عظيمة في نفوس المسلمين، إذ كان يعتبر كنزاً للسنة النبوية الشريفة وسيرتها، وما زاد من مكانته العلم الذي كان يفني وقته في تعليمه للمسلمين وأبنائهم، إذ كان ممن لا يكتمون العلم عن المسلمين.
كانت مرافقته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعلت من شأنه لدى المسلمين، إذ روى الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي انفرد بها عن غيره، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتشوقوّن إلى سماع الأحاديث النبوية الشريفة من أنس بن مالك.
الغزوات التي شارك بها أنس
شارك أنس بن مالك رضي الله عنه بسبع وعشرين غزوة، كان منها ما يغيب فيها لعدة أشهر ومنها ما يغيب فيها لأيام فقط، فشهد صلح الحديبية، وغزوة خيبر، وعمرة القضاء، وحُنيّن، والطائف، وكان حاضراً على حجة الوداع، ورافق رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما كان غلاماً في بدر.
وفاة أنس بن مالك
توّفي أنس بن مالك في السنة الثالثة والتسعين للهجرة بعد أن أصيب بمرض البرص في نهاية حياته، فأصبح جسده ضعيفاً، فقام بصنع الثريد وأطعمه لثلاثين مسكيناً، وتوفيّ وهو يرددّ:”لقنوّني لا إله إلا الله فلم يزل يقولها حتى قُبض”.