من هو داهية العرب
داهية العرب
اقتضت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يخرج من أصلاب أشدّ الرّجال عداوة للنّبي عليه الصّلاة والسّلام والمسلمين، رجالاً آمنوا برسالة الإسلام وسخّروا أنفسهم بعد ذلك لخدمة الدّين والدّفاع عن المسلمين.
كما شارك كثيرٌ منهم في المعارك التي حصلت بعد وفاة النّبي الكريم ومنها معارك حروب الرّدّة، وكذلك معارك الفتوحات الإسلاميّة للبلدان التي كان يسيطر عليها الرّوم والفرس، ومن بين هؤلاء الفرسان والقادة الفاتحين كان عمرو بن العاص الذي لقّب بداهية العرب، فما هي سيرة هذا الصّحابي الجليل ؟
عمرو بن العاص
ولد عمرو بن العاص بن وائل السّهمي الكناني القرشي في مكّة المكرّمة في سنة 592 للميلاد، وعندما بلغ عمرو أشدّه كان من رجالات قريش الأكفاء الذين كانت تركن إليهم المهام الجلل، فعندما هاجر المسلمون إلى الحبشة فراراً بدينهم، وقع اختيار كفّار قريش على عمرو بن العاص ليكون سفيراً لهم ورسولاً عند النّجاشي حتّى يُرجع من فرّ من المسلمين إلى الحبشة.
عند النّجاشي تكلّم عمرو بن العاص بكلام عن النّبي الكريم، وكيف جاءهم بما ليس لهم به عهد، ففرّق أمرهم وأساء لدين آبائهم بزعمهم، ثمّ حضر وفد المسلمين فتكلّم بكلامٍ دافع فيه عن الإسلام ورسالته، فوقف النّجاشي وهو الملك العادل الذي لا يظلم عنده أحد مع معسكر المسلمين وسمح لهم بالبقاء في الحبشة وحرّيّة التّعبد فيها، وردّ فريق الكفّار خائباً إلى مكّة.
أوّل مهمّة لعمرو في الإسلام
قبل أن تتوجّه جيوش المسلمين إلى مكّة المكرّمة لفتحها، وفد نفرٌ من الرّجال إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام ومنهم عمرو بن العاص ليعلنوا إسلامهم، وفي الإسلام كانت أوّل مهمّة توكل من قبل النّبي الكريم لعمرو بن العاص هي إمارة سريّة توجّهت لجمع من قضاعة اجتمعوا وفي نيّتهم غزو المدينة المنوّرة، وقد مدّه النّبي الكريم بمددٍ بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجرّاح فانتصر المسلمون وفرّت جماعة الكفّار هاربين في غزوة سمّيت بذات السّلاسل.
عمرو في عهد الصّديق
في خلافة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه تولّى عمرو بن العاص إمارة جيشٍ من جيوش المسلمين الذين توجّهوا إلى الشّام والتقوا مع الرّوم في معركة اليرموك التي انتهت بهزيمة الرّوم وانتصار المسلمين.
عمرو في عهد الفاروق
في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه كان عمرو بن العاص أميراً لجند فلسطين والأردن الذين حاصروا الرّوم في بيت المقدس، كما فتح عمرو بلاد مصر وحرّرها من الرّومان، ثمّ كان والياً عليها ليعزل بعد ذلك في خلافة عثمان رضي الله عنه ثمّ يعود والياً عليها في خلافة معاوية.
توفّي عمرو بن العاص رضي الله عنه في مصر في سنة 682 ميلادي بعد أن بلغ من العمر ثمانية وثمانين سنة.